جرت بهَا الْعَادة قَالَ جالينوس: اسْم المغس يَقع على تلذيع الأمعاء الْكَائِن بِلَا استفراغ قَالَ: وَجَمِيع مفسري الْكتب قَالُوا فِي قَول أبقراط إِن المغس إِذا كَانَ أَسْفَل السُّرَّة كَانَ الْبُرْء أَهْون وَأما الأمعاء الدقاق وَفَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ أَشد وأصعب. ج: هَذَا فِيهِ نظر لِأَن الزحير والقلونج من أَشد الأوجاع الَّتِي لَا اخْتِلَاف مَعهَا. لي إِنَّمَا استفتح جالينوس هَذَا على هَؤُلَاءِ الْقَوْم بِسَبَب اشْتِرَاك المغس وَبَين وجع القولنج وَبَين المغس فرق كثير وَكَذَلِكَ بَينه وَبَين الزحير وَذَلِكَ لِأَن التزحر هُوَ الانزعاج إِلَى إِخْرَاج البرَاز والقولنج وجع لَا يُوهم أَن مَعَه خُرُوج البرَاز فَأَما المغس فَإِنَّهُ ريح تَدور مَعَ رُطُوبَة توهم أَنه يكون خُرُوج)
البرَاز ثمَّ لَا يكون أَو يكون أقل مِمَّا أنذر. 4 (الرَّابِعَة من الْفُصُول:) قَالَ: المغس يكون عَن تلذيع شَدِيد وَيكون من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذا لَكِنَّهَا منحصرة فِي لفائف الأمعاء. لي يجب أَن يثبت وَينظر فِي التَّدْبِير وَالسَّبَب الْمُتَقَدّم فَإِن المغس إِذا كَانَ من خلط حَار أضرته الْأَدْوِيَة الحارة جدا وَاحْتَاجَ إِلَى الماسكة كشحم البط والأمراق الدسمة وَهَذَا فِي الْأَكْثَر يكون بعقب الإسهال وَنَحْوه وَالثَّانِي من ريح غَلِيظَة بعقب التخم والامتلاء.
الرَّابِعَة: قَالَ أبقراط: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة السَّوْدَاء فَإِنَّهُ قَاتل. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء لِأَنَّهُ فِي كَثْرَة مرورها بالأمعاء تسحجها وَهَذَا يبرأ كثيرا فَأَما السحج الَّذِي يكون ابتداءه عَن الْمرة السَّوْدَاء فَلَيْسَ يبرأ لِأَنَّهُ قريب من السرطان وَإِذا كَانَت القروح السرطانية فِي ظَاهر الْجِسْم فَهِيَ عسرة الْبُرْء فبالحرى أَن تكون الدَّاخِلَة لَا تَبرأ إِذا الدَّوَاء لَا يلقاها والفضول تمر بهَا دَائِما وَإِذا خرج فِي قُرُوح الأمعاء قطع فَذَلِك مميت قَالَ: لِأَن قُرُوح المعي مَا دَامَت فِي حد التكون والابتداء تكون مَا يخرج مِنْهَا أجسام شحمة ثمَّ يخرج بعد ذَلِك إِن لم يَنْقَطِع الِاخْتِلَاف وَتَكون خراطة وَهَذِه الخراطة إِنَّمَا هِيَ من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِلَة ثمَّ بعد ذَلِك يتجرد الشَّيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا وَفِي هَذَا الْوَقْت تكون القرحة قد جرت وفرغت فَإِذا خرج فِي البرَاز شَيْء من جَوْهَر الأمعاء لَهُ عظم حَتَّى يجوز أَن يُقَال قِطْعَة 4 (الْخَامِسَة فِي حِيلَة الْبُرْء:) قَالَ: المغس يكون إِمَّا من ريَاح كَثِيرَة وَلَا تَجِد منفذا لِلْخُرُوجِ وَإِمَّا من خلط لذاع ويعين على حُدُوث. النَّوْع الأول التملي من الطَّعَام والأشربة المنفخة والسكون وَقلة الْحَرَكَة بعده. لي فعلاجه إِذا بالضد. 4 (السَّادِسَة:) الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء وَهُوَ مَعَ الْحمى أردأ. ج: سحج المعي يكون فِي أول الْأَمر من خلط حاد يمر بالأمعاء فِي ذَلِك الْوَقْت