والأمانة صفة تشمل كثيرا من الفضائل ككتمان السر والمحافظة على حقوق الناس وتبليغ الرسالة كما حملها من عند الله تعالى والالتزام التام بكل ما يدعو الناس إليه قال الله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام مخاطبا قومه: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} وقال الله تعالى مخاطبا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} وقال تعالى مهددا إياه إن هو زاد فيما أوحى إليه أو أدخل فيه ما ليس منه قال الله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} فلو جاز أن يكون الرسول خائنا لَغَيَّرَ في الشرائع الإلهية ولأفسد في الأحكام التي يتلقاها عن الله تعالى فيضيع بذلك الغرض من رسالته وهو الصلاح والعمل بأوامر الله تعالى وحده، والله تعالى لا يحب المفسدين ولا يؤيد الخائنين فكيف يؤيد من خانه وينصره ويظهره فلا بد إذا أن رسل الله تعالى قد كانوا