الفصل الثالث
كيف تحقق صفات الجيل الموعود؟
عند إجالة النظر في الصفات العشر السابقة التي تشكل الحد الأدنى لما ينبغي أن يكون عليه الجيل الموعود بالنصر والتمكين نجد أن التحقق بهذه الصفات أمر في غاية الصعوبة، وإذا ما تكلف الواحد منا بعضها فترة من الفترات فإنه سرعان ما يعود لسابق عهده، والواقع هو خير دليل على ذلك، فالكثير منا يتمنى أن يكون زاهدًا في الدنيا، راغبًا فيما عند الله، مشمرًا للجنة، مخلصًا لله، خائفًا منه، محبًا له ... لكنه لا يستطيع.
نقرأ أخبار الصالحين فنتأثر بها ونحلم أن نكون مثلهم ولا نستطيع تحويل الحلم إلى حقيقة .. لماذا؟!
لأننا نريد أن نقفز إلى الثمرة مباشرة ولا نبدأ الأمر من أوله، وبما أن مرحلة الإثمار هي آخر مراحل الإنبات، وتسبقها مراحل كثيرة من الرعاية والعناية، كذلك الصفات العشر السابقة، لابد لها -حتى تظهر- من عمل وبناء وتغيير داخلي يتصاعد شيئًا فشيئًا حتى تبدو الآثار وتينع الثمار.
فعلى سبيل المثال: لا يمكن للإنسان أن يتكلف أعمال المخلصين لله عز وجل ويستمر على ذلك فترة من الزمان، فالإخلاص ماهو إلا صورة من صور تعامل العبد مع ربه، ولابد أن تنطلق من داخله بصورة تلقائية، وكذلك الحب والخوف والرجاء والتعظيم ..