برْبط ولا مزمار أحسن من صوت أبي موسى في القرآن. وإن كان ليُصلِّي بنا صلاة الصبح فنودُّ لو قرأ البقرة من حسن صوته.
ومنهم أبو حُذيفةَ موسى بن مَسعودٍ النَّهديُّ: سمع الثوريُّ وعِكرمة بن عمار. وكان ربيبب الثَّوريِّ، ومات بالبصرة سنة عشرين ومئتين.
ومن نهد الصَّقْعبُّ: وهو جُشَم بن عمرو بن سعد. وكان سيد نهد في زمانه، وكان قصيرا أسود دميما، وكان من حكماء العرب. وكان النعمان قد سمع شرفه فأتاه. فلما نظر إليه نبتْ عينُه عنه فقال: " تسمعُ بالمُعيديِّ خيرٌ من أن تراه ". فقال: أبيتَ اللعنَ إن الرجال ليست بمسُوكٍ يستقي فيها الماءُ. وإنما المرءُ بأصغريه؛ قلبه ولسانه، إنْ نطقَ نطق ببيان، وإن صال بجنان. قال: صدقت. ثم قال له: كيف علمك بالأمور؟ قال: أنقُضُ منها المفتول وأُبرمُ منها المسحول، وأُجيلُها حتى تجول، وليس لها بصاحب من لم ينظر في العواقب. وقال له النعمانُ: ما الدَّاءُ العياء؟ قال: جارُ السوء الذي إذا ناولته بهتك، وإذا غبت عن سبعك.
ومن جُهينة بن زيد أخى نهدٍ عُقبةُ بن عامر الجُهَنيُّ: من مشاهير الصحابة، وروى عنه، منهم: جابرٌ وابنُ عباس وأبو أُمامةَ. وسكن مصر، وكان والياً عليها، وابتنى بها دارا، ومات في آخر خلافة معاوية. ويُكني أبا حمّاد. وأما الرُواةُ عنه من التابعين فكثير. كان يُكثر الرَّمي لما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيه. ومات وترك خمسين قوسا بجعابها ونبالها. وشهد صِفِّين مع معاوية. وكان يخضبُ بالسواد.
ومن جُهينة بشيرُ بن عَقربةَ الجُهنيُّ: ويُكنى أبا اليمان، ويُعرف بالفلسطيني. له صحبةٌ. استشهد أبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومات هو بعد خمسٍ وثمانين من الهجرة.. عبد الملك قال لبشير بن عقربة يوم قُتل