وسلم محرماً فأذاه القمل في رأسه، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق. وقال: صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسك بشاة.
وابن ابنه سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة: روى عنه مالك في الموطأ في آخر كتاب الطلاق عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة حديث الفُريعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد الخدريِّ، حين تُوفي زوجها. ووهم في اسمه يحيى بن يحيى الأندلسيُ. فقال مالك عن سعيد بن إسحاق، والصواب سعد، وكذلك رواه جميع رواة الموطأ عن مالك رحم الله جميعهم.
ومنهم أبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم البلويُّ حليف بني حارثة بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: شهد العقبة وبدراً وسائر المشاهد. وهو خال البراء بن عازب، ولا عقب له، ومات في خلافة معاوية. روى عنه البراء بن عازب وجماعة من التابعين. وهو الذي ضحَّى قبل النبيِّ، فأمره أن يُعيد نُسُكاً. مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى فال: أنا هُشيم عن داود، عن الشعبيِّ، عن البراء بن عازب أن خاله أبا بردة بن نيار ذبح قبل أن يذبح النبيُّ. فقال: يا رسول الله إنَّ هذا يوم اللحم فيه مفروم، وإني عجَّلتُ نَسيكتي لأطعم أهلي وجيراني. فقال رسول الله: " أَعِدْ نسُكاً ". فقال: يا رسول الله إن عندي عناق لبن هي خير من شاتَيْ لحم. فقال: " هيَ خيرُ نسيكَتيكَ، ولا تُجزئ جَذَعَةً عن أحدٍ بعدَك ".
وحدثنا محمد بن مُثنى وابنُ بشار، واللفظ لابن مُثنى، قالا: نا محمد بن جعفر، قال: نا شُعبة عن زُبيد الياميِّ، عن الشعبيِّ، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله: " إنَّ أولَ ما نبدأ به في يومنا هذا نُصلِّي، ثم نرجع فننحر. فمن فعل ذلك فقد أصاب سُنَّتنا، ومن ذبح فإنما هو لحمٌ قدَّمه لأهله، ليس من النُّسُك في شيء ".
وكان أبو بردة بن نيار قد ذَبح، فقال: عندي جذعةٌ خبرٌ من مُسنَّةٍ