وكان بكر من جلَّة أهل البصرة، وكان يقال: الحسن شيخاها وبكر فتلها.

ومنهم بلال بن الحرث بن عُصْم بن سعيد بن مرة: وهو الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم معادن القبلة. أسلم سنة خمس من الهجرة مع وفد مزينة الوافدين على النبي صلى الله عليه وسلم، وسكن موضعا يعرف بالأشعر وراء المدينة، ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان أحد من يحمل ألوية مُزينة يوم الفتح. توفي سنة ستين في آخر خلافة معاوية وهو ابن ثمانين سنة. روى عنه ابنه الحرث بن بلال وعلقمة بن وقاص الليثي. وابنه حسان بن بلال: أول من أحدث الإرجاء بالبصرة.

ومنهم عبد الله بن مُغفَّل: ويكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو سعيد. سكن المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وابْتنى بها داراً قريب المسجد الجامع. وتوفي بالبصرة سنة ستين، وأوصى أن يصلي عليه أبو بَرزةَ الأسلمي، وكان ممن بايع بيعة الرَّضوان، آخذاً بغصن من اغصان الشجرة التي بويع رسول الله تحتها، يُظلةُ بها.

وروى عنه جماعة من التابعين بالكوفة والبصرة. أروى الناس عنه الحسن قال الحسن: كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر، يفقهون الناس. وكان من نقباء أصحابه. وكان له سبعة أولادٍ.

ومنهم معقلُ بن يسار: ويكنى أبا عبد الله. وكان له عقب بالبصرة. وهو فجَّ فوهَّة نهر معقَل، وكان زياد حفره، فتيمن به لصحبته، فأمره ففجره، فنسب إليه. وإليه ينسب الرُّطبُ المعقلي. وتوفي في آخر خلافة معاوية.

ومن مواليه حبيب المعلِّمُ: وهو حبيب بن زيد. كذا قال ابن قتيبة. وقال مسلم: أبو محمد حبيب بن أبي قريبةَ العلم. سمع ابن سيرين وعطاء. روى عنه حمّاد بن سلمة وحماد بن زيد.

ومنهم عائذُ بن عمرو بن هلال المزني، يكنى أبا هريرة. كان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة. وكان من صالحي الصحابة. سكن البصرة، وابتنى بها داراً. وقال له الدعيُّ عُبيد الله بن زياد، قبَّحه الله وابعده: إنك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015