ابن مفلح عين تلامذته وذكره ابن حبيب في تاريخه وقال (?): عالم علمه زاهرٌ، وبرهان ورَعَهُ ظاهرٌ وإمام يتبع طرائقه، ويعتنم ساعاته دقائِقُه، كان ليِّن الجانب متلطّفًا بالطّالب (2، رضىَّ الأخلاق، وشدِيْد الخوف والإشفاق 2) عفيف اللسان كثير التواضع والإحسان لا يسلك في ملبسه سبيل أبناء الزمان.
ولى الحكم بدمشق أعوامًا ثم صرف واستمر إلى أن لَحِقَ بالسَّالفين من العلماء الأعلام. توفى يوم الثلاثاء ثامن من شهر ربيع الأول سنة تسع وستين وسبعمائة بالصَّالحية وصلى عليه بالجامع المظفرى بعد الظهر ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون وحضره جمع كثير قال ابن حبيب: وتوفى عن ست وسبعين سنة. قلت: هو الَّذي زاد في مدرسة شيخ الإِسلام الشرقى منها وبناه أولًا ولم يمكن من خلطه بها فجمع عمالا وهدم في الليل الحائط الحاجز بينهما وبلط مكانه فأصبحت كذلك.
ويحكى (?) عنه أنَّه لما جاء القاصد بتوقيع القضاء فى مصر جاء بيته فسأل عنه فقيل له ذهب يخبز وإذا به بعد ساعةٍ قد أقبل والطَّبق على رأسه فدفع إليه ذلك، فناوله رغيفين فغضِبَ وأخذهما، وقال لا آكلهما حتَّى يراهما السُّلطان، وأنه ذهب بهما إلى مصر فلما كان في بعض الطَّرَيق حصل جوعٌ فأكل أحدهما وذهب بالآخر فدفعه إلى السلطان وأخبره بالخبر فأعطاه مائة دينار وقال لو جئتَ بالآخر أعطيتك مائة دينار فلما كان بعد مدّة عَمِىَ الرسول فافتقده السلطان فقيل أنَّه قد عَمِىَ فأمر بإحضاره فجئ به فدقَّ من