"الانتصار" في الحديث على أبواب "المقنع" (?) وهو كتاب جيِّدٌ نافع، وله كتاب "مختصر محرر شمس الدين بن عبد الهادى"، وله "حواش على كتاب المقنع" وغير ذلك (?). قال ابن قاضى شُهبة الشيخ (2)؛ الإِمام العلامة الصالح الخاشع قاضي القضاة جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمود المرداوى الحنبلى، مولده في حدود سنة سبعمائة وسمع "صحيح البخاري" من أبي بكر بن عبد الدايم ومن الشيخة وَزِيْرَةَ، وبعضُه من فاطمة بنت عبد الرّحمن الفراء، وهديّة بنت علي بن عسكر، والقاضى تقى الدين سليمان، وباشر قضاء الحنابلة سبعة عشر سنة، ولى بعد وفاة القاضي علاء الدين ابن منجا في شهر رمضان سنة سبع وستين، ذكره الذّهبى في "المُعجم المختصّ" (?) وقال غيره: خيّرا إمامًا في المذهب. وقال بعضهم: كان عفيفا نزهًا ورعًا صالحًا ناسكًا خاشعًا ذا سمتٍ ووقارٍ، لم يغير ملبسه، وهيئته يركب الحمارة دون البغلة ويفصل الحكومات بسكون ومروءةٍ، ولا يُحابى أحدًا، ولا يحضر مع النَّائِب إلا يوم العدل، وأمَّا في العيد والمحمل فلا يركب، وكان مع ذلك عارفا بالمذهب، لم يكن فيهم مثله، مع فهم وكلام جيّد في النظر والبحث، ومشاركة في الأصول وعربية، وجمع كتابا في "أحاديث الأحكام" حسنا يشبه "المحرر" لابن عبد الهادى (3). وكان قبل القضاء متصدِّرًا في جامع المظفرى للاشتغال والفتوى وكان كثير المواظبة للجامع مطلقًا وكان