هذا الذى [للعلم] كان مُحصلا ... وحَوى نَفِيس مآثرِ العُظماءِ
هذا الذى حازَ الفضائِلَ والتُّقى ... حتَّى غدا عَلَمًا على الفقهاءِ
هذا الشَّفيق على اليتامى والذى ... يَحنوا على القُرباء والغُرباءِ
هذا الذى إن عُدَّ سادةُ عصره ... فمحلّه منهم مع الجَوزاءِ
هذا الذى أضحى أبو عُمَرٍ له ... جدًّا وحازَ مناقبَ الصُّلحاءِ
هذا الذى فى الناس عاش بسيرةٍ ... مشكورةٍ وقضى بحسنِ ثناءِ
يسعَى بنفع المسلمين بجدِّه ... أبدًا ولا يشكو من الإعياءِ
فالله يَرحمه ويَرْزُقُ أَهلَه ... صَبرًا عليه فقد رُموا ببلاءِ
لا عِزّ للدنيا الدَّنِيّة أهلها ... دار الفَنا ليست بدار بقاءِ
أمحمدٌ شيَّدت مذهبَ أحمدٍ ... مترددًا بصفاتِه الحَسناءِ
ونصبتَ للأحكامِ مخطوبًا لها ... فعدَلت فى الخُصماء والغُرماءِ
يا طالَ ما قمت إِلا له وقمتَ فى ... ضوءِ الهُدى يا فارسَ البيضاءِ
هذا الحديث مُوثِّقٌ فى نَقله ... ومقاله لله لا لرِياءِ
ذو همةٍ وديانةٍ ومروءةٍ ... ذو عفَّةٍ وصِيَانةٍ وحياءِ
يا طالَ ما جَبَرَ الكسيرَ وقامَ فى ... عونِ الغريبِ وجاءَ للضعفاءِ
قاضى القُضاة الحَنْبَلِى محمدٌ ... يا سيدَ الفُقَهاء والأدباءِ
يا عزّ دينِ الله قد أوحشتَنَا ... لكن نزلت بتربة الشهداءِ
أصبحتَ للإلاه (كذا) ونازلا ... بجوار تربتِه بخير فناء
أوحشتَنا أَوحشتنا أَوحشتَنا ... يا عزَّ أهل الدين والكبراءَ
أحْزَنْتَنَا أبكيتَنا أَتْعَبْتَنَا ... بدلتَنا بعد الوفَا بجفاءِ
والصَّالحيةُ والمدينةُ أنكرت ... فى الأمرِ بالتَّحذير والإغراءِ
فالأهلُ والجيرانُ فى حالِ الأسا ... تبكى لوحشةٍ داركَ الفقراءِ
لا شكَّ عز الدين فى ألم النّوى ... فمآلنُا كلا إلى الغَبراءِ
قد ماتَ خيرُ الخَلقِ وهو محمّدٌ ... وهو الحبَيب ووالد الزَّهراءِ