وآثار، وكلامه يدل على فِقهه وذكائه وجود فقهه، وينقلُ كلامَ الشَّيخِ تقى الدين كثيرًا، وله فوائد غريبة في تعاليقه، وقد أطالَ الكلامَ في نكتة على مسألة أن الطَّهور هل هو بمعنى الطَّاهر؟ ومن فوائده أن الغُسْلَ يجبُ على الواطئِ في الدُّبر، وفى وجوبه على الموطوء وجهان.
وذكر في مسألة ما إذا قالت المرأةُ معى جنّى يجامعنى، وآخذ منه في المنام مثل ما آخذ من زَوجى. هل يجبُ عليها الغُسل؟ على وجهين، وكذا فيما إذا استدخلت المرأة ذكرًا مقطوعاً. وغالِبُ كتبه بعبارة حسنة وتفصيل جيد، وأظن أنه أوقف جميع كتبه. وقد ترجمه الشَّيخ شمس الدين (?) بن ناصر الدين بترجمة حسنة. وذكره فيمن أثنى (?) على الشَّيخ تقىّ الدين، وقد كان ذا دين وتواضعِ وزهدٍ وطريقةٍ حسنةٍ. قال ابنُ قاضى شهبة: قالَ شيخُنا: كان من أعيانِ الحنابلةِ وعلمائِهم ورؤسائهم ومفتيهم، والنّاس يترددون إليه ويقصدونه في حوائجهم، وكان له مكانة عند القاضي/ علاء الدين بن فضل الله. وقال ابنُ حَبِيْبٍ (?): عالمٌ طلقُ العبارة، حَسَنُ الِإشارة، فصيحُ اللسان، وافرُ الجود والِإحسان، ينقلُ كثيرًا من العلمِ، ويرفلُ في حُلَّة التَّقوى وحِلْيَةِ الحِلْم (?)، وتسر بحضرته النُفوسُ، وتجمل (?) بالسطور من فتاويه وجوه