ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبدالله البجلي مسلما، ، فقال له: يا جرير، ألا تكفيني ذا الخلصة؟ ، فقال: بلى، فوجهه إليه، فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة فسار بهم إليه، فقاتلته خثعم، وباهلة دونه، فقتل من سدنته من باهلة يمئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار فاحترق، فذو الخلصة كان صنما بتبالة، وكانت العرب جميعا تعظمه، وتسميه الكعبة اليمانية، وكانت له ثلاة أقداح: الآمر، والناهي، والمتربص (?).
أما حديث البخاري (?)، ومسلم (?)، «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس إلى ذي الخلصة» فلا نشك في صحة الحديث، لكن نشك في صحة الموقع، ويظهر لي أن منشأ الخطأ أن دوسا "أزد السراة" كانت تعظم ذا الخلصة الواقع في تبالة، مع غيرها من العرب، لتميزه بالأقداح الثلاثة، ومسمى "الكعبة اليمانية" مضاهات للبيت الحرام، لهذا ذُكر نساء دوس، وقد ورد في مسند أحمد عقب الرواية: "وكانت صنما يعبدها دوس في الجاهلية بتبالة" (?)، ونقلها النووي في شرح حديث مسلم، وفي السنة لابن أبي عاصم "وهو صنم بتبالة" (?)، وفي صحيح ابن حبان "وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة" قال معمر: إن عليه بيتا مبنيا مغلقا (?)، وقال الزمخشري: هو بيت أصنام كان لدوس، وخثعم، وبجيلة، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة (?).