قراهم بالسلاح، فصلى بهم الغداة، وهم زهاء ألف، فما برحت الشمس حتى صاروا ثلاثة آلاف، وأتاهم أهل السقادم (?)، على مرج نيرا (?)، فقال خلف بن خليفة:

أصحروا للمرج أجلى للعمى ... فلقد أصحر أصحاب السَرَب

إن مرج الأزد مرج واسع ... تستوي الأقدام فيه والركب

وقيل: إن الأزد بايعت لعبدالملك بن حرملة على كتاب الله - عز وجل - ليلة خرج الكرماني، فلما اجتمعوا في مرج نوش أقيمت الصلاة، فاختلف عبدالملك والكرماني ساعة ثم قدمه عبدالملك، وصير الأمر له، فصلى الكرماني.

ولما هرب الكرماني أصبح نصر معسكرا بباب مَرْو الرُّوذ (?) بناحية اردانة (?)، فأقام يوما أو يومين.

وقيل: لما هرب الكرماني استخلف نصر عصمت بن عبدالله الأسدي، وخرج على القناطر الخمس بباب مَرْو الرُّوذ وخطب الناس، فنال من الكرماني فقال: ولد بكرمان كان كرمانيا، ثم سقط إلى هرات، فكان هرويا، والساقط بين الفراشين لا أصل ثابت، ولا فرع نابت، ثم ذكر الأزد فقال: إن يستوثقوا فأذل قوم، وإن يأبوا فهم كما قال الأخطل:

ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر

ثم ندم على ما فرط منه (?) فقال: اذكروا الله؛ فإن ذكر الله شفاء، ذكر الله خير لا شر فيه، يذهب الذنب، وذكر الله براء من النفاق.

ثم اجتمع إلى نصر خلق كثير، فوجه سلم بن أحوز إلى الكرماني في المجففة (?) في بشر كثير. . .، وكان الكرماني يحضر الجمعة في ألف وخمسمائة وأكثر وأقل، فيصلي خارجا من المقصورة، ثم يدخل على نصر فيسلم ولا يجلس، ثم ترك إتيان نصر وأظهر الخلاف، فأرسل إليه نصر مع سلم بن أحوز: إني والله ما أردت بك في حبسك سوءا، ولكن خفت أن تفسد أمر الناس فأتني، فقال الكرماني: لولا أنك في منزلي لقتلتك، ولولا ما أعرف من حمقك أحسنت أدبك، فارجع إلى ابن الأقطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015