"مهرك" فنفحت به وقالت: واسوأتاه! ، فقال: "احتبسي منه لنفسك، ووسعي منه لأهلك "وقال لحفصة: "يا بنتاه، أصلحي من شأنها، وغيري بدنها، واصبغي ثوبها" ففعلت.
ثم أرسل بها نسوة إلى عثمان، فقال عمر لما فارقته: "إنها أمانة في عنقي، أخشى أن تضيع بيني وبين عثمان" فلحقهن فضرب على عثمان بابه، ثم قال: "خذ أهلك بارك الله لك فيهم" فدخلت على عثمان، فأقام عندها مقاما طويلا لا يخرج إلى حاجة، فدخل عليه سعيد بن العاص فقال له: يا أبا عبدالله، لقد أقمت عند أهل الدوسية مقاما ما كنت تقيمه عند النساء، فقال: "أما إنه مابقيت خصلة كنت أحب أن تكون في امرأة إلا صادفتها فيها، ما خلا خصلة واحجة" قال: وما هي؟ ، قال: "إني رجل قد دخلت في السن، وحاجتي في النساء الولد، وأحسبها حديثة لا ولد فيها اليوم" قال: فتبسمت، فلما خرج سعيد من عنده قال لها عثمان: "ما أضحكك؟ " قالت: سمعت قولك في الولد، وإني لمن نسوة ما دخلت امرأة منهن علي سيد قط فرأت حمراء حتى تلد سيد من هو منه" قال: فما رأت حمراء حتى ولدت (?) عمرو بن عثمان (?).
لم أقف على ما يفيد عنه سوى أنه روى عن أبي رمثة - رضي الله عنه - قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول: «يد المعطي العليا، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك» (?)، وأنه روى عنه ابنه عبيدالله قال: سمعت إيادا يقول: قال عبدالله "خير الدين الإسلام، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، إنكم اليوم في زمان العمل خير من الهوى، وليأتين عليكم زمان الهوى فيه خير من العمل، لأن يموت ابن مسعود وأهل بيته أهون عليه من عدهم من جعلان القاعة" (?).