وكان سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص غلاما نجيبا، أنجب من أبيه وأفرس، فعقد له أبو بكر راية، ودفعها إليه، وأمَّره على ألفين من العرب، فلما سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كلام سعيد بن خالد، وأنه خير من أن يكون أميرا كره له ذلك، وأقبل على الصديق - رضي الله عنه - وقال: يا خليفة رسول الله، عقدت هذه الراية لسعيد بن خالد على من هو خير منه، ولقد سمعته يقول عند ما عقدتها: على رغم الأعادي، والله لتعلم أنه ما يريد بالقول غيري، والله ما تكلمت في أبيه.
فثقل ذلك على أبي بكر - رضي الله عنه -، وكره أن لا يعقد له، وكره أيضا أن يخالف عمر؛ لمحبته له ونصحه، ومنزلته عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووثب قائما ودخل على عائشة رضي الله عنها، وأخبرها بخبر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وما كان من كلامه، فقالت: قد علمت أن عمر ينصر الدين، ويريد النصر لرب العالمين، وما في قلب عمر بغض للمسلمين، فقبل قول عائشة رضي الله عنها، ثم دعا بأزد الدوسي، وقال له: امض إلى سعيد بن خالد قل له: رد علينا رايتك، قال: فردها، وقال: لأقاتلن تحت راية أبي بكر حيث كان، فإني قد حبست في سبيل الله (?).
قلت: قد كان ذلك واستشهد في فتح فلسطين، وتقدم بيان ذلك.
من شيوخ الطبراني، روى عن وهب الواسطي (?)، وسكن الأنبار، وفيها روى عنه الطبراني حديثا واحدا في المعجمين: الأوسط، والصغير، قول عائشة رضي الله عنها "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يباشر وهو صائم، وأيكم يملك من إربه ما كان رسول الله يملك" (?).
(26) إسحاق بن محمد بن معتمر الدوسي
والد عبد الرحمن: القاضي بمصر، في عهد ابن طولون، ترجمته (114) ولم اقف على ما يفيد عن إسحاق هذا.