نجد بن الصامت بن عابد بن أسماء بن قُرْوُدس بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم دوس القُرْدُوسي، الدوسي (?)، له إدراك عُد به من الصحابة، ولولده سعد ذكر بخراسان، في خلافة بني مروان، وقيل: إن نجدا هو الذي قتل أمير خراسان: قيبة بن مسلم الباهلي، في خلافة سليمان بن عبد الملك، والمشهور أن قاتل قتيبة هو وكيع بن أبي الأسود، وليس سعد بن نجد الدوسي، وقد جمع القولين ابن دريد في كتابه الاشتقاق وذكر أن وكيعا كان الرأس في ذلك، وأن نجدا باشر قتله، ومعه جهم بن زحر الجعفي (?).
وقتيبة ولاه الحجاج خراسان وسجستان في أيام الوليد بن عبد الملك، وقتل سنة (96) ست وتسعين من الهجرة، وقيل: قتل بفرغانة، سنة (97) سبع وتسعين، وهو ابن (45) خمس وأربعين سنة، بسبب منافسته ليزيد بن المهلب على الولاية، بعد وفاة الوليد بن عبد الملك، فقد ولّى سليمان بن عبد الملك يزيد بن المهلب على العراق، وقد ذم قتيبة آل المهلب، وأقسم إنه إن وُلِّي يزيد بدلا منه ليخلعنه.
فإن صح أن قاتله نجد بن الصامت الدوسي، فهي عصبية منه ليزيد بن المهلب العتكي الأزدي، وقد كانت القبائل تتنازع الشرف والسيادة على تلك النواحي، ولذلك كان من خطب قتيبة بن مسلم الباهلي أن قال: "لماذا تتفرقون؟ ! ولماذا تتحزبون؟ ! كلكم من آدم! وكلكم مسلمون! وكلكم على شريعة واحدة! تعبدون رباً واحداً، وتدينون ديناً واحداً، فاجتمعوا ووجهوا قوتكم إلى عدوكم، فإن عدوكم بحاجة إلى أن تذلوه، وعدوكم يفرح بهذه التفرقات فيكم.
فلما لَمَّهم وجمعهم قويت كلمتهم، فتوجهوا وصاروا يفتحون بلاد أفغانستان، وبلاد السند، وبلاد ما وراء النهر، وفتحوها بلداً بلداً إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وحصل هذا بعد أن جمع الله كلمتهم." ولا ريب أنه كان أحد القواد المصلحين، وكل