قال ثم استقبلت خيل ميمنة المسلمين فرأتهم منهزمين، فصاحت بهم؛ إلى أين تنهزمون أين تفرون من الله ومن جنته، وهو مطلع عليكم، ونظرت إلى زوجها أبي سفيان منهزما فضربت وجه حصانه بعمودها وقالت له: إلى أين يا ابن صخر ارجع إلى القتال وابذل مهجتك حتى تمحص ما سلف من تحريضك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: فلما سمعت كلام هند لأبي سفيان ذكرت يوم أحد ونحن بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعطف أبو سفيان عندما سمع كلام هند، وعطف المسلمون معه، ونظرت إلى النساء وقد حملن معهم، وقد رأيتهن يسابقن الرجال وبأيديهن العمد بين أرجل الخيل، ولقد رأيت منهن امراة وقد اقبلت إلى علج عظيم وهو على فرسه فتعلقت به، وما زالت به حتى نكسته عن جواده وقتلته، وهي تقول هذا بيان نصر الله المسلمين، قال الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: وحمل المسلمون حملة منكرة لا يريدون غير رضا الله - عز وجل - (?).
ورد راويا لقصة أم شريك رضي الله عنها قال: "إن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت جميلة فقبلها، فقالت عائشة رضي الله عنها: ما في امرأة حين وهبت نفسها لرجل خير، فقالت أم شريك رضي الله عنها: فأنا تلك، فسماها الله - عز وجل - مؤمنة " قال تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (?)، فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة رضي الله عنها: "إن الله يسارع لك في هواك" (?).
قال منير: أسلم زوج أم شريك أبو العكر، فخرج مهاجرا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي هريرة، ومع دوس حين هاجروا (?).