قال: فلقيناه فهزمونا وفضحونا، فرجعنا وقلنا: ويلك! ما تصنعّ بنا؟ قال: ما أدري، كذبني الذي كان يصدقني؛ اسجنوني في بيتي ثلاثا ثم ائتوني ففعلنا به ذلك، ثم أتينا بدء ثالثةٍ، ففتحنا عند فإذا هو كأنه جمرةٌ نار.
فقال: يا معشر دوس حرست السماء، وخرج خير الأنبياء.
قلنا: أين؟ قال: بمكة؛ وأنا ميت فادفنوني في رأس جبل فإني سوف اضطرم ناراً، وإن تركتموني كنت عليكم عاراً، فإذا رأيتم اضطرامي وتلهُّبي فاقذفوني بثلاثة أحجار، ثم قولوا من كل حجرٍ: باسمك اللهم. فإني أهدأ وأطفأ.
قال: وإنه مات فاشتعل نارا، ففعلنا به ما أمر فقذفناه بثلاثة أحجار نقول مع كلّ حجر باسمك اللهم. فخمد وطفئ.
وأقمنا حتى قدم علينا الحاجُّ فأخبرونا بمبعثك يا رسول الله (?).
قلت: رغم هذه القصة الميرة بسدها المظلم لم أقتنع بموقع ذي الخلصة في دوس، ولا أشك في عبادتهم الأصنام قبل الإسلام، كسائر قبائل العرب.
لم أقف على ما يفيد عنه سوى أنه والد عبد الملك بن مروان، ترجمته (146).
وردت القصة التالية في ترجمة مرداس بن قيس، الآنفة الذكر، فإما أن يكون حصل تحريف في اسم مرداس، فتحول إلى "مروان" أو العكس، والذي أرجحه أن الصواب "مروان" لأن المعلومات في ترجمته أكثر، ومنها القصة التالية، ذكرها ابن دريد غير مسندة عن مروان، أما مرداس لم أقف على ما يفيد عنه سوى رواية صالح بن كيسان عمن حدثه عن مروان بن قيس، وهم مجاهيل ذكروا قصة الجارية: خلصة اللاحقة.
كان مروان بن قيس الدوسي خرج يريد الهجرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمر بإبل لثقيف فاطردها، فأغارت ثقيف فأخذت ابنه وامرأتين له وإبلا، فلما طفر (?) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حنين يريد الطائف شكا إليه مروان ما فعلت به ثقيف، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ــــ إن