- صلى الله عليه وسلم -، وكان يقول بذم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وزعم أنه بعث ليدعو إلى علي، فدعا إلى نفسه (?)، ولا الخارجي صاحب يوم قديد؛ المختار بن عوف بن عبدالله بن مازن بن مخاشن بن سليمة بن مالك بن فهم بن غَنْم بن دوس (?).
إن من أبناء زهران بن كعب من سكن السراة، ومعهم العديد من القبائل المهاجرة من اليمن بعد دمار سد مأرب، كبني مالك، وغامد، وغيرهم من قبائل الأزد، وقد دون ابن بطوطة (?) بعض صفات قبائل بني مالك "بجيلة" وزهران، وغامد، وهو شاهد عيان، فقال: وبلاد السروات التي يسكنها بجيلة، وزهران، وغامد، وسواهم من القبائل مُخْصِبة، كثيرة الأعناب، وافرة الغلات، وأهلها فصحاء الألسن، لهم صدق نية، وحسن اعتقاد، وهم إذا طافوا بالكعبة يتطارحون عليها، لائذين بجوارها، متعلقين بأستارها، داعين بأدعية تتصدع لرقتها القلوب، وتدمع العيون الجامدة، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم، مؤمنين على أدعيتهم، ولا يتمكن لغيرهم الطواف معهم، ولا استلام الحجر لتزاحمهم على ذلك، وهم شجعان أنجاد، ولباسهم الجلود، وإذا وردوا مكة هابت أعراب الطريق مقدمهم، وتجنبوا اعتراضهم، ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم، وذُكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرهم، وأثنى عليهم خيرا، وقال: «علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء» (?).
وكفاهم شرفا دخولهم في عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان يماني، والحكمة يمانية» (?)، وذكر أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم، ويدخل في جملتهم تبركا بدعائهم، وشأنهم عجيب كله، وقد جاء في أثر: «زاحمهم في الطواف، فإن الرحمة تنصب عليهم صبا» (?).