فأدرك الإسلام، وأسلم وغزا، وله قصيدتان: إحداهما لامية في خمسة وستين بيتا، له بيت إسلامي يقول فيه:
لا عيش إلا الجنة المخضرة ... من يدخل النار يلاقي ضُرَّة (?).
لم أقف على ما يفيد عنه إلا ما روى عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "يكون على الروم ملك لا يعصونه ـــ أو: لا يكادون يعصونه ـــ فيجيء حتى ينزل بأرض كذا وكذا، ويستمد المؤمنون بعضهم بعضا، حتى يمدهم أهل عدن أبين على قلصاتهم، فيقتتلون عشرا، لا يحجز بينهم إلا الليل، ليس لهم طعام إلا ما في أداويهم، وأنتم أيضا، ثم يأمر ملكهم بالسفن فتحرق" قال: ثم يقول: "من شاء الآن فليفر" فيجعل الله الدبرة عليهم، فيقتلون مقتلة لم ير مثلها، حتى إن الطائر ليمر بهم فيقع ميتا من نتنهم، للشهيد يومئذ كفلان على من مضى قبله من الشهداء، وللمؤمن يومئذ كفلان على من مضى قبله من المؤمنين". قال: "وبقيتهم لا يزلزلهم شيء أبدا، وبقيتهم يقاتل الدجال".
قال ابن سيرين: فكان عبدالله بن سلام يقول: "إن أدركني هذا القتال وأنا مريض؛ فاحملوني على سريري حتى تجعلوني بين الصفين" (?).
قلت: هذا من بشائر الفتح الإسلامي، وليست من الفتن بل من ملاحم الفتح، ولقد كان هذا في اليرموك وأجنادين وغيرهما من فتوح الشام.
هو عقبة بن سلم بن نافع بن هلال بن صهبان بن هراب بن عائذ بن خنزير بن أسلم بن هناءة بن مالك بن فهم بن غَنْم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن عبدالله بن نصر بن مالك بن الأزد (?)، أوفد عمر بن حفص وفدا من السند