بالكرماني، ترجمته (43) كان صاحب العصبية في خراسان، دارت بينه وبين نصر بن ساير حروب، وكان ابناه هذا، وأخوه علي بن جديع من ضحايا تلك العصبية، طلبا للرياسة والشرف، غدر به أبو مسلم الخراساني؛ باني دولة بني العباس، لما حاذا أبو مسلم مدينة مرو استقبله عثمان بن جديع في خيل عظيمة، ومعه أشراف اليمن، ومن معه من ربيعة، حتى دخل عسكر علي بن جديع، واجتمع رأي أبي مسلم، ورجل يقال له: أبو داود على أن يفرقا بين علي وعثمان ابني الكرماني، ليسهل القضاء عليهما، فبعث أبو مسلم عثمان عاملا على بلخ، واتفق رأي أبي مسلم، وأبي داود على أن يقتل أبو مسلم عليا، ويقتل أبو داود عثمان في يوم واحد، فلما قدم أبو داود بلخ بعث عثمان عاملا على الختل، فيمن معه من يماني أهل مرو، وأهل بلخ، فلما خرج من بلخ خرج أبو داود فاتبع الأثر، فلحق عثمان على شاطئ مهر بوخش، من أرض الختل، فوثب أبو داود على عثمان وأصحابه فحبسهم جميعا، ثم ضرب أعناقهم صبرا، وقتل أبو مسلم في ذلك اليوم علي بن الكرماني، وقد كان أبو مسلم أمره أن يسمي له خاصته ليوليهم، ويأمر لهم بجوائز، فسماهم له، فقتلهم جميعا (?) ـ دهاء ومكر من أجل الدنيا، ومن ظُلم فالله ناصره دون ريب.
لم أقف على ما يفيد عنه سوى أنه روى حديثا عن عبد الرحمن بن عائذ الثمالي، عن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «شر قبيلتين في العرب: نجران، وبنوا تغلب» (?).
عدي بن وادع بن الحارث بن مالك بن فهم بن غَنْم بن دوس، من العفاة من الأزد، يلقب بالأعمى، وفي شِعره إشارات إلى أنه كان في شبابه صحيح البصر، ناصع العين، فلما ولى عهد الشباب صار ينعى بصره، ويضجر بعماه، وهو أحد المعمرين الذين ذكرهم أبو حاتم السجستاني في كتابه المعمرين، ونقل أنه عاش ثلاثمائة سنة،