قال أبو أسيد الساعدي: ورجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته، ودخل عليها داخل من النساء لما بلغهن من جمالها، وكانت من أجمل النساء، فقالت: إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستعيذي منه، فإنك تحظين عنده ويرغب فيك.
وفي رواية: فقالت حفصة لعائشة: أخضبيها أنت، وأنا أمشطها ففعلتا ثم قالت لها إحداهما: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكمه على وجهه فاستتر به، وقال: «عذت بمعاذ ثلاث مرات».
قال أبو أسيد: ثم خرج إلي فقال: «يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها برازقيين (?)» يعني كرباسين (?)، فكانت تقول: ادعوني الشقية، وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة (?).
وكان عبد الواحد الدوسي توارى عند محمد بن يعقوب بن عتبة, فمات عنده فجاءة سنة أربع وأربعين ومائة (?).
لم أقف على ما يفيد عنه سوى أنه روى عن أبي قال: سمعت إيادا يقول: قال عبدالله: "خير الدين الإسلام، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، إنكم اليوم في زمان العمل خير من الهوى، وليأتين عليكم زمان الهوى فيه خير من العمل؛ لأن يموت ابن مسعود وأهل بيته أهون عليه من عدتهم من جعلان القاعة" (?).