قلت: وقد أفاد صاحب الترجمة فيما قرأته بخطه أن التلقيب بالإضافة إلى الدين، إنما حدث في أول دولة الترك ببغداد، الذين طرؤوا على الديلم، وكانوا في زمن الديلم يضيفون الألقاب إلى الدولة، فكان من أواخرهم جلال الدولة (?) ابن بويه وكان أول ملوك الترك طغرل بك، فلقبوه نصرة الدين، ثم انتشرت الألقاب من يومئذٍ، ولم تكثر إلا بعد ذلك بمُدَيْدَة. انتهى (?).
ثم رأيت بخطه أيضًا فيما انتقاه من "التدوين في تاريخ قزوين" أنه وُجد محْضَرٌ (?) مضمونه أن الزلزلة لما وقعت بقزوين في رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، انكسرت فيها مقصورة الجامع، فنُقِضَت لِتُرَمَّ، فوجد تحت المحراب لوح منقور فيه: بسم اللَّه أمر العادل المظفر عضد الدين علاء الدولة (?) أبو جعفر بتخليد (?) هذا اللوح. . . إلى آخره. وكتب في رمضان سنة ثنتين وعشرين وأربعمائة. قال شيخنا: فيستفاد منه ابتداء التلقيب بفلان (?) الدين.
وأما نسبته: فقرأت بخط صاحب الترجمة -رحمه اللَّه- رأيت بخط والدي أنه كِنانيُّ الأصل، يعني بكسر الكاف، وفتح النون، وبعد الألف نون ثانية. وكتب شيخنا مرة، الكنانيّ القبيلة. قال: وكان أصلهم من عسقلان، وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين، فنقلهم صلاح الدين لما خرَّبها.