ما ضرَّني حَسَدُ اللِّئامِ ولم يَزَلْ ... ذو الفَضْلِ يحسُدُه ذَوُو النُّقْصانِ
يا بُؤْسَ قَوْمٍ ليس ذنبي بينهم ... إلا تَظَاهر نِعْمَةِ الرَّحمنِ
إنَّ العرانينَ تَلَقَّاها مُحَسَّدةَ ... ولا ترى للِئام النَّاسِ حُسّادا
وقيل:
أُغْرِيَ النَّاسُ بامتِداحِ القديم ... وبِذَمِّ الحَدِيثِ غير ذَمِيمِ
ليس إلا أنَّهم حَسَدُوا الحيَّ ... ورَقوا على العِظامِ الرَّميمِ
وفي المعنى:
النَّاس أعداء لرَبِّ فضيلةٍ ... مشهورةٍ ما دام حيًّا يُرْزَقُ
فإذا قضى أثنى عليه عدُوُّه ... كلَّ الثَّنا وَهُو المَغِيظُ المُحْنَقُ
وقد روينا عن المزني أن الشافعي رحمه اللَّه قيل له: إن فلانًا يقول: الشافعيُّ ليس بفقيه، فضحك، وأنشأ يقول:
إنِّي نَشَأتُ وحُسَّادي ذوو عَدَدٍ ... ربَّ المعارجِ لا تُفْني لهم عَدَدا
وعن الربيع، سمعت الشافعي ينشد:
كلُّ العداوةِ قد تُرجَى إماتَتُها ... إلا عداوة مَنْ عاداك بالحسد
وسمعته أيضًا يقول: يحسُدُني مَنْ هو مني إذ ليس مثلي، ويحسُدُني مِنْ هو مثلي إذ ليس منِّي.
وأنشد أبو الطَّيب سهلُ بن محمد بن سُليمان الصُّعلوكي للشافعي أيضًا:
وذو حَسَدٍ يغتابني حيثُ لا يرى ... مكاني ويُثني صالحًا حَيْثُ أسمَعُ
تورَّعْتُ أن أغتابه مِنْ ورائه ... وما هو إذ يغتابُني متوَرِّعٌ
وروينا مِنْ طريق المُزَنِيِّ والرَّبيع، كلاهما عَنِ الشَّافعي: