مِنْ كتبِ الخانقاه إذ كنت ناظرًا عليها، أو كما قال.
ومن تحرِّيه أنه أملى في تخريج "الأذكار" الحديث المسلسل بالمحبة، فالتمس منه الجماعة إيصال (?) التسلسل بقوله، فتوقف حتى أدار نظره إليهم، ثم قال بعد أن سكت سكتة: واللَّه إني أحبكم، فقولوا، ثم قال لهم بعد ذلك مما كتبوه عنه في أصل المجلس ما نصه: ومِنْ لطيف ما وقع في هذه السلسلة: ما حدَّثنا شيخُنا إمامُ الحفاظ أبو الفضل بنُ الحسين رحمه اللَّه، قال: سمعنا هذا الحديث على الشَّيخ فخر الدين النُّوَيْري، وكان غايةً في الورع، فلما وصَلَتِ السلسِلَة إليه، سألناه أن يقول لنا، فسكت، فأعدنا، فقال: ما أعرِفكم، فتعرَّفنا إليه، إلى أن قال. رحمهم اللَّه تعالى.
وأما ضبط لسانه:
فأمرٌ لا يُوصَفُ، لكن عنوانه أنَّ بعض الحُسَّاد زَعَمَ أنه تعقَّب عليه في تصنيفٍ جمعه ما وقع في "معجم" صاحب الترجمة، وبالغ في ذكر ألفاظ لا يقابله عليها إلا الذي أنطقه بها، واطَّلعَ صاحب الترجمة على ذلك، فكتب عليه ما نصُّه: لا شكوى إلا إلى اللَّه، ولا حولَ ولا قوة إلا باللَّه، وحسبُنا اللَّه. اشتمل هذا التَّصنيف على نِسْبَةِ مصنفِ الأصلِ إلى أشياءَ نسبة المعترض عليه إليها (?) لا تجتَمِعَ في آدمي فيما يغلِبُ على الظنِّ، فللَّهِ الأمرُ.
قلت: ثم سردها شيخُنا بخطه، وهي نحو خمسين صفة خارجة عَنِ السَّبِّ والدعاء عليه، وكذا سبّ ولده والدعاء عليه مما لا أستبيحُ ذكرَه، ومع ذلك فلم يَزِدْ على قوله: الحمدُ للَّه على كلِّ حال، واللَّه المستعان. حصل الجوابُ بعونِ اللَّه تعالى عَن جميع ما ذكر فيه مِنَ الاعتراضاتِ مِنْ غير تعرُّضٍ للفظة فاحشةٍ، ولا كلمة سوءٍ، ولا تشاغُلٍ بردها، بل الأمرُ فيها موكولٌ إلى مَنْ يجازي المُسيءَ، ولا يضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عملًا. انتهى.