والشمس البلالي، والشمس البساطي، والشمس الحبتي، والبدر الدمياميني، والشِّهاب القلقشندي، وناصر الدين بن البارزي، وولده الكمال، والتقي بن حجة, ونصه:

الحمد للَّه على كل حال. سبحتُ في هذا البحر الزَّاخر، فشاهدتُ العجائب، فسأحدِّثُ عن البحر ولا حرج، وتمتعت برؤية درِّه الفاخر، فإذا هو في درج مصون لا ينالُه من دبَّ ولا مَنْ درج، ودخلت في أبواب هذه السِّيرة السَّرِيَّة، متأملًا فيما حوته مِنَ المدائح المؤيدية، فهمتُ طربًا بمناقبها، واستعدت ممَّن أخطأ العروض والضرب وخرج، ولمحت فضل المعركة الميمون، فرمقت باب النصر، وصادفت فصل حصار (?) الحصون، فوافقتُ بابَ الفُتوح، ونظرتُ فصل الظفر بالأدب، فلحظتُ بابَ السَّعادة، وتأمَّلتُ فصل دفع الكُرَب، فشاهدت باب الفرج.

يا لها سيرةً هبَّت على راقمِ بُرودها وناظم سُعودها نسماتُ القَبُول، فهو يجول ويصول، ولا يبالي مَنْ هَرَج ولا مَرَجٍ، وأسعدته بدرج الصعود، وأصعدته في مراقي السعود فعرج، ودانت له ممالكُ الكلام، فتصرَّف فيها تصرُّف المالكين، غير متقيِّد بشرطِ غيره، وانفرد أمَّةَ وحده، لا يُجارى ولا يُبارى، ولا يجسُر أحدٌ أن يسير في سياق السَّير الملوكية كسَيْره، وانطاعت له عصِيَّات المعاني الشاردة، فهو يقتنصها، لا بخيله ورَجِلِهِ، بل برجوليته وخيره.

وماذا أقول ولم يُبقِ لي مَنْ تقدَّم كاسًا مُترعًا، وماذا أترامى به من المعاني في الوصف، ولم أر في القوس منزعًا. نعم لست أوافق على فكر شاعر، ولا مؤرخ في معارضة مخترعها، ولو كانت حياضهم مُترعة، ورياضهم موشعة، إذ ليس فيهم من ينهض نهوض ابن ناهض في تصيُّد المعنى، حتى (?) يستحقَّ أن يُذكر معه، ولا يبارزه في ميدانه إلا مَنْ يرى في الحال مصرعه، ولا يقارب في تصرفاته في النظم، والشعراء فاعلمن أربعة. هيهات هيهات، كيف يمكن الترجيح وشرطه تقدم المساواة للنِّدين؟ أم متى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015