عن وصفه، فكيف بمثلي، (وما عليه إذا لم يفهم البقرُ)، ورأيت (?) غرائبَ مِنْ براعته يردُّها العقل لو لم يشهد البصر، وقلت متجاهلًا مع معرفتي ببلاغته:
(أهذه سير في المجد (?) أم سُوَرُ)؟!
فهو قاضي البلاغة الذي:
أقرُّوا بحق جوهر الفضل عنده ... ولا عجب للبحرِ صَوْنُ الجَوَاهرِ
والجواد البليغ الذي:
يقول لنا دُرًّا (?) ويبدي سماحة ... فما البحرُ إلَّا بين كفٍّ وخاطرِ
وعالم المدينة الذي:
على كلِّ رأس طال كعب مبارك له ... وهو للطُّلَّابِ أفضلُ مالكِ
وربُّ البديع الذي:
قد استخدم الأنظار إذ أصبحت لهم ... مطالبة قد طوبقت بمهالكِ
وفارس العربية الذي:
غدا قبلةً للناس صَلَّوْا وراءها ... وفاتهم سبقًا فليس يُجارى
والكاتب الذي:
إذا أبصروا في الطِّرْسِ أثر مِدادِه ... فذلك سَبْقٌ قد أثار غبارا
وضَحَتْ من سجعه المعاني من بعد، فكم به للعلوم زرقاء يمامة.