قلَّدْتَ جيدي حُلْيَ (?) بِرِّكَ فانثنى ... لا يستطيعُ عَنِ الثَّناءِ براحا
هكذا قرأته بخطِّ صاحب الترجمة، وكتب ذلك مرة أخرى، فقال:
يا محسنًا أبدى الجميلَ سماحا ... فغدا بحُسْنِ صنيعه مرتاحا
فأمالَهُ الحسَّادُ عَنْ مملوكه ... فتبدَّلت أفراحُنا أتراحا
وذكرها. . .
ولمَّا امتُحن شيخُنا، بسبب ولده، أيَّامَ القاياتي وغيره، اتَّفق مرورُه في المطالعة بأبياب لابن دقيق العيد يتغزل فيها، وهي:
يا مُنيتي أملي ببابك واقف ... والجودُ يأبى أن يكون مُضاعا
أشكو إليك صبابةً قد أترَعت ... لي في الهوى كأس الرَّدَى إتراعا
ونِزاعُ شوقٍ لم تزل أيدي النَّوى ... تنمي بها حتَّى استحال نِزَاعا
لا أستلذُّ بغير وجهك منظرًا ... وسوى حديثك لا ألذ سماعا
لم يبقَ لي أملْ سواك فإن يفُت ... ودَّعت أيَّام الحياة ودَاعا
فحفظها صاحب الترجمة، وصار يترنم بها، إلى أن صيَّرها للشكاية لربّه فيما ناله من غريمه، والتضرع إلى اللَّه تعالى، فقال:
يا مالكي أملي ببابك واقفٌ ... والفضل يأبى أن يكون مُضاعا
أشكو لك (?) النفسَ التي قد أترعت ... لي بالهوى كأس الرَّدى إتراعا
ونزاع خوفي سيِّء العمل اعتدى ... يُنميه لي حتى استحال نزاعا
لم يبقَ لي أملٌ سواك فإن يَفُت ... ودَّعت أيامَ الحياة وداعا
في وجه عفوكَ جُلُّ قَصدِيَ منظرًا ... وسوى كلامِك لا ألذَّ سَمَاعا