إملائه (?) بالجمالية في ثاني عشر رجب سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وبالمدرسة المنكوتمرية المجاورة لمنزل سكنِه، وكان ابتداءُ إملائه بها في يوم الجمعة بعد صلاتها مُستهلَّ جمادى الآخرَة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة باستملاء البوصيري أيضًا، وبعض ذلك بالخانقاه البيبرسية باستملاء الفخر ابن دِرْباس، حتَّى استكمل بالأمكنة المذكورة من "العشاريات" المشارِ إليها -فيما ظنَّه شيخُنا- زيادة على مائة مجلس. قال: لأنِّي وجدت عندي من المجالس سبعة وسبعين مجلسًا، وضع باقي ذلك، فما أمكن تجديده.
فلما استقرَّ في القضاء بالدِّيار المصرية، عقد المجلس الحافل للإملاء بالخانقاه البيبرسية في يوم الثلاثاء ثامن صفر سنة سبع وعشرين وثمانمائة، فأملى بها المجالس المطلقة التي لم يتقيِّد فيها بكتاب، بل في الغالب يحرِصُ على المناسبات في الأزمان والوقائع، حتى أكمل مائة وخمسين مجلسًا في مجلد، كان فراغُها في يوم الثلاثاء خامس عشري شوال سنة ثلاثين وثمانمائة، باستملاء شيخنا المحدت الحانظ الزين أبي النَّعيم رضوان العقبي، وربَّما استملى في غيبته شيخنا العلامة المفنَّن المحقق أبو إسحاق إبراهيم بن خضر العثماني.
ثمَّ شرع في إملاء تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في "مختصر ابن الحاجب الأصلي"، حتى أكمله في يوم الثلاثاء سابع عشر رجب سنة ست وثلاثين وثمانمائة، وجاءت عدَّةُ مجالسه مائتين وثلاثين (?) مجلسًا في مجلد.
ثم سافر عقبه صحبة الأشرف إلى آمد كما تقدم، فأملى بدمشق عند المرور بها مجلسًا حافلًا بجامع بني أمية في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان من السَّنة، باستملاء برهان الدين العجلوني كما تقدم.
وأملى بحلب أيضًا سبعة (?) مجالس باستملاء العلَّامة القاضي نور الدين