لأمْلأَن بَسِيطَ الأرْضِ مِنْ أَدَبٍ ... رَكِبْتُ فيكَ مَعانِيهِ مِنَ الهَزَجِ
جَمَعْتُ قلبًا بِحُبٍّ فيكَ مُمْتَلئًا ... إلى لِسَانٍ بأنْواعٍ الرِّثَا لَهِجِ
عَلَيْكَ منِّي تَحِيَّاتٌ أُرَدِّدُها ... ما هيَّجَ الوُرْقُ قَلبًا فيك ذَا وَهَجِ
وجَادَ عَهْدَكَ مِنْ صَوْبِ الرِّضَا مُزْنٌ ... يا بَحرُ يُحْيِي بِقَاعَ الأرْضِ بالخُلُجِ
ومنهم العلَّامة الشِّهاب أحمد بن أبي السُّعود المنُوفي، فأنشدني مِنْ لفظه أبياتًا مِنْ قصيدةٍ يرثي بها صاحبَ التَّرجمة في وزن التي قبلها وقافيتها، حيث سُمِعَ مِنْ ناظمها تبجُّحُه بها، والقصيدة هي هذه. . . (?).
ومنهم العلَّامة الشِّهاب أبو الطَّيِّب أحمد بن محمد الحجازي، فأنشدني مِنْ لفظه لنفسه قولَه:
كلُّ البَريَّةِ للمَنِيَّةِ صائرَه ... وقُفُولُها شَيْئًا فَشَيْئًا سَائِرَهْ
والنَّفْسُ إنْ رَضِيَتْ بِذَا رَبِحَتْ وإنْ ... لَمْ تَرْضَ كَانَتْ عِنْدَ ذَلِكَ خَاسِرَهْ
وأنَا الَّذي راضٍ بأحْكَامٍ مَضَتْ ... عَنْ ربِّنَا البَرِّ المُهَيْمِنِ صَادِرَهْ
لَكِنْ سَئِمْتُ العَيْشَ مِنْ بَعْدِ الَّذي ... قَدْ خَلَّفَ الأَفْكَارَ مِنَّا حَائِرَهْ
هو شَيْخُ الإسْلامِ المعَظمُ قَدْرُهُ ... مَنْ كَانَ أَوحَدَ عَصْرِهِ والنَّادرَهْ
قاضي القضَاةِ العسقَلاني الذِي ... لم ترفَعِ الدنيَا خَصِيما ناظَرَهْ
وشهابُ دينِ اللَّه ذي الفَضْلِ الَّذي ... أرْبَى على عَدَدِ النُّجومِ مُكاثَرَهْ
لا تَعْجَبوا لِعلُوهِ فأبُوهُ مِنْ ... قَبْلٌ عَليٌّ في الدُّنَيا والآخرهْ
هو كيمياء العِلْمِ كَمْ مِنْ طالِبٍ ... بالكَسْرِ جَاءَ لَه فأضْحَى جابِرَهْ
لا بِدْعَ أنْ عَادَت عُلُوم الكيمياء مِنْ ... بَعْدِ ذَا الحَجَر المُكَرَّمِ بائِرَهْ
لَهْفِي عَلَى مَنْ أَوْرَثَتْنِي حَسْرَةً ... رُوسُ الرُّؤوسِ عليه إذ هي حَاسِرَهْ