تُرك, فوقع في خاطره الميلُ إليها, فاقتضى رأيه الشَّريفُ أن أظهر تغيُّظًا منها بسبب تقصيرها في بعض الخدمة، وحلف أنَّها لا تقيمُ بمنزله، فبادرت زوجتُه لبيعهَا بعد أن أمرها أن تأمرَ القاصد بعدم التوقُّف في بيعها بأيِّ ثمنٍ كان. قال: وكلُّ ما رُمْتيه مِنَ الزِّيادة على ذلك، أقومُ لك به، ففعلَتْ.

وأرسل هو الشيخَ شمس الدين ابن الضياء الحنبلي، فاشتراها له بطريقِ الوَكالة، وأقامت ببعضِ الأماكن حتى استبرأها, ثم وطئها، فحملت بولده القاضي بدر الدين أبي المعالي محمد.

وكان مولده في ثامن عشر صفر سنة خمس عشرة وثمانمائة، واستدعى صاحبُ التَّرجمة بالطَّلبة ونحوهِم يومَ السابع إلى منزلِ أمِّ أولاده، وعمل لهم شواءً، فكنت العقيقةُ عندها وهي لا تشعر. وأقام عند أمِّه وشيخُنا يتردَّدُ إليهما حتَّى بلغ الخبرُ أمَّ أولاده قبل انفصالِ الولد عَنِ الرَّضاع، فركبت هي أو أمها (?) مِنْ فورها إلى المكان الذي كانا به، وأحضرتهما معها إلى منزلها، فتركتهما ببعض المعازل إلى أن حضر شيخُنا مِنَ الركوب وليس عنده شعورٌ بما وقع، فاستخبرته عَنْ ذلك، فما اعترف ولا أنكر، بل ورَّى بما يُفْهَمُ منه الإنكارُ، فقامت وأخرجتِ الولدَ وأمَّه، فسُقِط في يده، وبادر فاختطفَ الولدَ، وذهب به إلى بعضِ مَنْ يثقُ به مِنَ النِّسْوَةِ بمصر، ثم توجهت إليه أمُّه بعد ذلك. ولم تزل به إلى أن زوَّجها بالزَّين عبد الصمد ابن صاحبِه الشَّيخ شمس الدين الزركشي، أحد مِنْ سمعنا عليه الحديثَ، واستمرت معه حتى ماتت (?).

[ابنه محمد]:

وأما الولد (?) فأشغله والدُه بحفظِ القرآن، فختمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015