وصُحبتَه أهلُه وعيالُه، ولا غنى به في مُدَّة إقامته عَنْ ملاحظتكم ومساعدتكم، والمسؤول شمولُه بنظركم العزيز، وعنايتكم به، وهذا بحسب الإدلال، وقد وقف العبدُ على مطالعتكم إلى الجناب العالي الظهيري ابن الطَّرابلسي، وفيه السَّلام على العبد، فاللَّه المسؤول أن يسلم عليكم ويسلمكم, والعبدُ يسلِّمُ عليكم ثانيًا، وعلى الولد العزيز نورُ الدين.
وقد وصل الولد يوسف والطَّواشي سُنبل، وكلٌّ مِنهُما رطبُ اللِّسانِ بالدُّعاء والثَّناء والاغتباط بالوالد والولد، وهذا هو المعهودُ، ووصل ما تفضَّل به الولدُ العزيز مِنَ الهدية الطَّيبة، فاللَّه تعالى يُجازيكم خيرَ الجزاء، ويعينكم على ما أنتم فيه مِنْ جميع الأشياء، ويُمدكم بمعونته، ويؤيدكم بعنايته، ويجمعُ الشَّمل بكم في الحرم الشريف قريبًا إن شاء اللَّه تعالى.
ثم حج في حياة جدَّته سنة إحدى وستين وثماني مائة.
وكانت للمدرسة المنكوتمرية جهةٌ بالشَّام، فلبم يزل به الجماليُّ ناظر الخاص بواسطة السُّوء عنده، حتَّى عوَّضَه عنها أقطاعًا كان باسمه اشتراه منه بثمن، ثم عمله رزقةً بدلًا عَنِ الجِهَة المذكورة، ولذلك تلاشى حالُ المدرسة، لا سيما وهو ليِّنُ الجانب، ولا يستثير أحبابه، وثوقًا بنفسه.
وكَثُرَ الخللُ في تصرُّفاته لذلك، حتى كان مِنْ جملة أفعاله استبدالُه سكنَ جدِّه، ثم اشتراه لنفسه وهدمه، وبالغ في أمور كان الوقت في غُنْيَة عنها، وتحمل لذلك ديونًا كثيرةً، وباع نفائس كُتُبِه، واستبدل غيره مِنَ الأماكن، ومع ذلك فلم يتهيَّأ له إنهاء موضعٍ صالحٍ للسُّكنى.
وبالجملة، فهو إنسانٌ خيِّرٌ ساكن، حَسَنُ الفَهْمِ، متعبِّدٌ بالصَّوم، منجمع عَنِ الناس، واللَّه تعالى يُعينه ويسدِّده.
إذا علم هذا فنقول: إنَّ صاحبُ التَّرجمة لمَّا رأى كثرةَ ما تلِدُه أمُّ أولاده مِنَ الإناث، وأحبَّ أن يكون له ولدٌ ذكرٌ، ولم يمكنه التَّزويج مراعاةً لخاطرها، اختر التَّسَرِّي، وكانت لزوجته جاريةٌ جميلةٌ، يقال: إنَّها ططرية، اسمُها خاص