سمعت ذلك مِنْ لفظه مرارًا - على طريقة الأذكياء في ذلك غالبًا.
وأما طلبه للعلم، فإنه -رحمه اللَّه- قرأ القرآن تجويدًا على الشهاب أحمد بن محمد ابن الفقيه علي الخيوطي، وبحث في سنة خمس وثمانين وسبعمائة -وهو ابن اثنتي عشرة سنة- في مجاورته بمكة، على القاضي الحافظ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد اللَّه بن ظهيرة المكي في كتاب "عمدة الأحكام" للحافظ عبد الغني المقدسي. [قال: وكان يعجبني سمتُه] (?)، فكان أوَّلَ شيخٍ بحث عليه في علم الحديث، ثم كان أوَّلَ شيخ سمع الحديث بقراءته بمصر بعد ذلك، كما سيأتي. على أني قرأت بخط صاحب الترجمة: وأول اشتغالي بالعلم في سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وكتب بالهامش تجاه سبع: ست، وصحح عليه. قلت: لكن ما قدَّمته هو المعتمد.
ثم قرأ على الصدر سليمان بن عبد الناصر الإبشيطي شيئًا مِنَ العلم في السنة التي قَدِمَ فيها من مكة.
وفتَر عزمُه عن الاشتغال مِنْ أجل أنه لم يكن له من يحثُّه على ذلك، فلم يشتغل إلا بعد استكمال سبع عشرة سنة، لازم أحد أوصيائه العلامة شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن محمد بن أبي بكر بن القطان المصري، فحضر درسه في الفقه وأصوله والعربية والحساب وغيرها، وقرأ عليه شيئًا كثيرًا من "الحاوي الصغير"، وأجاز له هذا مع كون صاحب الترجمة (لم يحمد) (?) تصرُّفَه في تركته كما صرح بذلك في غير موضع، وقال: إنَّ مما خصم به في حساب المأتم وتوابعه (?) ألف مثقال. مع كون (أب) (?) الخرُّوبي حسبما بلغني أنه هو القائم بذلك أو أكثره، بل قال ممَّا هو في ديوانه: