625 - ابن الشهاب ابن حرمي. سمع منه بعض إملاء "عشاريات الصَّحابة" في سنة ثلاث عشرة.
626 - البلبيسي، لم يُسَمَّ.
* * *
هذا آخر ما أردنا ذكره مِنْ تجريد أسماء مَنْ أخذ عنه روايةً أو درايةً، وهم نحو الستمائة، مِنْ غير التزام لاستيفاء ما علمته مِنْ ذلك، فضلًا عن الجميع الذي لا يمكن الإحاطةُ به، وكيف يمكن الإحاطةُ بذلك، وقد قرأتُ بخطِّ صاحبُ التَّرجمة على الجزء الأول مِنْ "صحيح البخاري" وقف النَّاصرية تبليغًا لأربعة عشر نفسًا بالقراءة عليه، وعلي الثاني لآخرين سواهم أو ثلاثة، وعلي الثالث لآخر، وعلي جزء أول مِنْ نسخة ثانية لستَّةٍ، وعلي آخر مِنْ ثالثِهِ لغيرهم. كل ذلك بالقراءة، فهذا لا يتهيّأ حصرُه.
وممن كان يضبطُ الأسماءَ في مجالسه غالبًا الشَّيخ شمس الدين ابن قمر، وفي بعض الأحيان الشبخ نعمة اللَّه الجرهي والشرف يونس القادري. وبخطه على "السنن" للدارقطني طبقة حافلةٌ، وصاحبنا النجم بن فهد الهاشمي في "المجالسة" للدِّينوري، والطَّبقة بخطِّه في ظاهر نسخة المحمودية، وكاتبه في "المحامليات" و"المحدث الفاصل"، وأشياء مِنْ جملتها المقروء مِنْ "مسند أبي يعلى". ولو استوفيت ذلك فقط لطال.
ولقد كان صاحبُ التَّرجمة يقول: لو استقبلتُ مِنْ أمري ما استدبرتُ، لضبطت ذلك. انتهى.
وأقول على سبيل الإجمال: إنَّا لا نعلمُ كبيرَ أحدٍ مِنَ النَّاس في سائر الأقطار إلَّا وقد أخذ عنه، وصيَّرهُ إمامًا يعتمدُ عليه، ويرجع فيما يشكلُ عنده إليه، بل لا أعلم في زمنه مِنْ شُدَّتْ إليه الرِّحالُ مِنْ سائر الآفاق