منجنى قليوب، بشاطىء البحر. ثم لم يتهيأ له أن يصلِّي به للناس التراويح على جاري العادة إلا في سنة خمس وثمانين بمكة، وقد أكمل اثنتي عشرة سنة؛ فإنَّ وصيَّه الماضي -وهو الخواجا زكي الدين أبو بكر بن نور الدين علي (?) الخروبي- كان قد حج في سنة أربع وثمانين، واستصحب صاحب الترجمة معه، إذ لم يكن له من يكفُلُه. وكانت وقفة الجمعة، فحجَّا وجاورا، وصلَّى بالناس هناك في سنة خمس.
قال: وقد كنتُ ختمت من أول السنة الماضية -يعني سنة ثلاث- واشتغلت بالإعادة في هذه السنة، فشغلَنا أمرُ الحج إلى أن قُدِّر ذلك بمكة، وكانت فيه الخيرة.
[قلت: وفي اتفاق وقوع ذلك إشارة إلى أنه يصير إمام الدنيا] (?).
وسمع إذ ذاك على الشيخ عفيف الدين عبد اللَّه بن محمد بن محمد النشاوِرِي، ثم المكي، آخر أصحاب الرضي الطبري، إمام المقام، اتفاقًا بغير قصدٍ ولا طلب، غالب "صحيح البخاري". وهو أول شيخ سمع عليه الحديث. وذلك بقراءة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي الحريري -عرف بالسّلاوي- الذي صحبه صاحب الترجمة بعد ذلك، وهو -كما قرأته بخط صاحب الترجمة- لعمري إسنادٌ جيدٌ، حصلت به مساواة كثيرٍ من الشيوخ.
قال: وكان محل السماع تحت سكن الخروبي المذكور في البيت الذي بباب الصفا على يمنة الخارج إلى الصفا، ويعرف ببيت عيناء، وهي (?) الشريفة أم الشريف عجلان. وبالبيت المذكور شبَّاكٌ مطلٌّ على المسجد الحرام، ويشاهد من يجلس فيه الكعبة والرُّكن الأسود. فكان المُسْمِعُ