الْمُبَارك قَالَت هَذَا هُوَ الْملك لَا ملك هَارُون الذى لَا تَجْتَمِع النَّاس عَلَيْهِ إِلَّا بِشُرُوط وَأَعْوَان
وَعَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله قَالَ كَانَ كتبه الَّتِى حدث بهَا عشْرين ألفا أَو أحد وَعِشْرُونَ ألفا
وَعَن إِسْحَاق قَالَ نظرت فى أَمر الصَّحَابَة وَأمر ابْن الْمُبَارك فَمَا رَأَيْت لَهُم عَلَيْهِ فضلا إِلَّا بِصُحْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمن كَلَامه لَا أعلم بعد النُّبُوَّة أفضل من بَث الْعلم
وَعَن عَمْرو بن حَفْص الصُّوفِي قَالَ خرج ابْن الْمُبَارك يُرِيد المصيصة للغزاء وَصَحبه بعض الصُّوفِيَّة فَقَالَ لَهُم أَنْتُم لَكِن أنفس تحتشمون أَن نفق عَلَيْكُم هَات يَا غُلَام المنديل والطست فَألْقى عَلَيْهِ المنديل ثمَّ قَالَ يلقِي كل مِنْكُم تَحت المنديل مَا مَعَه فَجعل الرجل يلقِي عشرَة وَعشْرين درهما قَالَ فأنفق عَلَيْهِم إِلَى المصيصة قَالَ الكردري يجوز أَن يكون من قبيل إخفاء الْإِحْسَان على عَادَة السّلف قلت ويأيده أَنه كَانَ ينْفق على الْفُقَرَاء فى كل سنة مائَة ألف وَيجوز أَن يكون من بَاب الكرامات وَيُؤَيِّدهُ مَا روى ابْن وهب أَن ابْن الْمُبَارك مر بأعمى فَقَالَ ادعوا الله أَن يرد الله عَليّ بَصرِي فَدَعَا فَرد الله عَلَيْهِ بَصَره وَأَنا أنظر إِلَيْهِ
وَمن كَلَامه من كَانَ فِيهِ خلة من جهل فَهُوَ من الْجَاهِلين قَالَ تَعَالَى {إِنِّي أعظك أَن تكون من الْجَاهِلين} وَيُشِير إِلَيْهِ حَدِيث الْمكَاتب عبد مَا بَقِي عَلَيْهِ دِرْهَم
وَمن كَلَامه الرفيع من رَفعه الله بِطَاعَتِهِ والوضيع من وَضعه الله بمعصيته وَقَالَ أحب الصَّالِحين وَلست مِنْهُم وَأبْغض الطالحين وَأَنا مِنْهُم
وَدخل عَلَيْهِ أَبُو أُسَامَة فرأي فى وَجهه أثر ضرّ فَلَمَّا خرج وَجه إِلَيْهِ أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم ورزمة ثِيَاب ورقعة وَكتب إِلَيْهِ فِيهَا