الْحَدِيد فِي العقبى وَالله لَا أفعل وَلَو قتلني فَقيل أَنه حلف أَن لَا يخليك وَأَنه يُرِيد بِنَاء قصر فتول لَهُ عدد اللَّبن فَقَالَ لَو سَأَلَني أَن أعد لَهُ أَبْوَاب الْمَسْجِد مَا فعلت فَذكر قَوْله للأمير فَقَالَ أبلغ من قدره إِلَى أَن يعارضني فِي الْيَمين فَدَعَاهُ فشافهه فَحلف أَن لم يقبل ضربه على رَأسه عشْرين سَوْطًا فَقَالَ اذكر مقامك بَين يدى الله تَعَالَى فَإِنَّهُ أذلّ من مقَامي هَذَا وَلَا تهددني فَإِنِّي أَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسْأَلك عني حَيْثُ لَا يقبل مِنْك الْجَواب إِلَّا بِالْحَقِّ فَأومى إِلَى الجلاد أَن أمسك وَبَات فِي السجْن وَأصْبح قد انتفخ وَجهه وَرَأسه من الضَّرْب فَقَالَ الْأَمِير رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول أما تخَاف الله تَعَالَى تضرب رجلا من أمتِي بِلَا جرم وتهدده فَأخْرجهُ من السجْن

وَذكر أَنه لما ضربه الْأَمِير كَانَ ابْن أبي ليلِي وَابْن شبْرمَة فى الْمَسْجِد فأخبرا بذلك فأظهر ابْن أبي ليلِي الشماتة فَقَالَ لَهُ ابْن شبْرمَة لَا أَدْرِي مَا تَقول هَذَا نَحن نطلب الدُّنْيَا وَهَذَا يضْرب على رَأسه ليَأْخُذ الدُّنْيَا فَلَا يقبلهَا

وَعَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ أَن الرِّجَال فى الِاسْم سَوَاء حَتَّى يَقع فى الْبلوى وَقد ضرب أَبُو حنيفَة على رَأسه فى السجْن حَتَّى يدْخل فى الحكم فَصَبر على الذل وَالضَّرْب فى الْحَبْس طلبا للسلامة فى دينه

وَعَن أبي عبد الله بن أبي حَفْص الْكَبِير البُخَارِيّ أَن الْفِتْنَة لما ظَهرت بخراسان دَعَا ابْن هُبَيْرَة الْعلمَاء كإبن أبي ليلِي وَابْن شبْرمَة وَابْن أبي هِنْد وَولي كل وَاحِد مِنْهُم شَيْئا من عمله وَعرض على أبي حنيفَة أَن يكون الْخَاتم فى يَده لَا ينفذ كتابا إِلَّا من تَحت يَده فَأبى فَحلف الْأَمِير أَنه أَن لم يفعل يضْربهُ فى كل جُمُعَة سَبْعَة أسواط فَقَالَ لَهُ الْفُقَهَاء أَنا إخوانك نناشدك على أَن لَا تهْلك نَفسك وكلنَا نكره عمله وَلَكِن لم نجد بدا مِنْهُ فَقَالَ الإِمَام لَو أَرَادَ مني أَن أعد أَبْوَاب مَسْجِد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015