فى الْجَوَارِي حِين حمض بِهن قَالَ وَمَا التحميض فَذكرت لَهُ الدبر فَقَالَ هَل يفعل ذَلِك أحد من الْمُسلمين وَقد ذكر بعض أَصْحَابنَا فِيمَا أجَاب بِهِ الْمعدل الذى هجا الإِمَام مذفران سالما روى عَن ابْن عمر خِلَافه فَقَالَ شعر ... إِن كنت ذَا كذب على أشياخنا ... متنقصا لأبي حنيفَة أَو زفر
فَعَلَيْك اثم الشَّيْخ أَعنِي مَالِكًا ... فى قَوْله وطى الحلائل فى الدبر
هَذَا مقَال قد رووا عَن سَالم ... تَكْذِيب ناقله وتزوير الْخَبَر ... وَذكر الإِمَام الأندلسي وَقَالَ مَالك لِابْنِ وهب وَعلي بن زِيَاد لما أخبراه أَن نَاسا بِمصْر يتحدثون ذَلِك عَنهُ فنفر عَن ذَلِك وبادر إِلَى تَكْذِيب النَّاقِل وَقَالَ كذبُوا عَليّ ألستم قوما عربا أَو يكون الْحَرْث إِلَّا مَوضِع النبت قَالَ ثَعْلَب شعر ... إِنَّمَا الْأَرْحَام أرضون محترف ... فعلينا الزَّرْع وعَلى الله الإنبات ...
أَقُول وَلَا يبعد الْجمع بَين نفي القَوْل الْمَذْكُور واثباته أَن مَحل الثَّانِي إِذا كَانَت الْمَرْأَة حَائِضًا كَمَا نقل شيخ مَشَايِخنَا السُّيُوطِيّ فى الدّرّ المنثور رِوَايَات كَثِيرَة عَن بعض السّلف وَالله سُبْحَانَهُ أعلم
وَذكر الديلمي بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَاسِم بن عدي الْعجلِيّ قيل للْإِمَام كَيفَ اخْتَرْت حمادا قَالَ بِتَوْفِيق الله تَعَالَى وتأملت فى الْعُلُوم فَقلت الْكَلَام عاقبته سوء ونفعه قَلِيل أَن تبحر فِيهِ لَا يقدر على الْكَلَام جهارا وَيَرْمِي بالهوى وعاقبة الْأَدَب مجالسة الصّبيان وعاقبة الشّعْر التكدي بالمدح وَقَول الْجفَاء والخناء وتمزيق الدّين وَعلم الْقِرَاءَة بعد جمع الْكثير مِنْهُ فى الْعُمر الطَّوِيل مجالسة الْأَحْدَاث وَرُبمَا يَرْمِي بسؤ الْحِفْظ فَيلْزمهُ ذَلِك وَعلم الْفِقْه أولى لمجالسة المشائخ