عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق ابْن أبي قُحَافَة الْهَاشِمِي رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ الْمَعْرُوف بمولانا جلال الدّين القونوي كَانَ عَالما بالمذاهب وَاسع الْفِقْه عَالما بِالْخِلَافِ وبأنواع من الْعُلُوم قَصده الشَّيْخ قطب الدّين الشِّيرَازِيّ الإِمَام الْمَشْهُور صَاحب شرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب والمفتاح للسكاكي فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ وَجلسَ عِنْده سكت عَنهُ زَمَانا وَالشَّيْخ لَا يكلمهُ ثمَّ بعد ذَلِك ذكر لَهُ حِكَايَة قَالَ مَوْلَانَا جلال الدّين كَانَ الصدرجهان عَالم بُخَارى يخرج من مدرسته وَيتَوَجَّهُ إِلَى بُسْتَان لَهُ فيمر بفقير على الطَّرِيق فى مَسْجِد فيسأله فَلم يتَّفق أَنه يُعْطِيهِ شَيْئا وَأقَام على ذَلِك مُدَّة سِنِين كَثِيرَة فَقَالَ الْفَقِير لأَصْحَابه ألقوا عَليّ ثوبا وأظهروا أَنِّي ميت فَإِذا مر الصدرجهان فاسئلوه شَيْئا فَلَمَّا مر الصدرجهان قَالُوا يَا سَيِّدي هَذَا ميت فَدفع لَهُ شَيْئا من الدَّرَاهِم ثمَّ نَهَضَ الْفَقِير وَألقى الثَّوْب عَنهُ فَقَالَ لَهُ الصدرجهان لَو لم تمت مَا أَعطيتك شَيْئا فَلَمَّا فرغ مَوْلَانَا جلال الدّين من حكايته خرج الشَّيْخ قطب الدّين على وَجهه وَذَلِكَ أَن الشَّيْخ جلال الدّين فهم عَن الشَّيْخ قطب الدّين أَنه جَاءَهُ ممتحنا لَهُ مَاتَ فى خَامِس جمادي الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة ثمَّ إِن الشَّيْخ جلال الدّين انْقَطع وتجرد وهام وَترك الدُّنْيَا والتصنيف والإشتغال وَسبب ذَلِك أَنه كَانَ يَوْمًا جلسا فى بَيته وَحَوله الْكتب والطلبة فَدخل عَلَيْهِ شمس الدّين التبريزي الإِمَام الصَّالح الْمَشْهُور فَسلم وَجلسَ وَقَالَ للشَّيْخ مَا هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الْكتب وَالْحَالة الَّتِى هُوَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ مَوْلَانَا جلال الدّين هَذَا لَا تعرفه فَمَا فرغ الشَّيْخ جلال الدّين من هَذَا اللَّفْظ إِلَّا وَالنَّار عمالة فى الْبَيْت والكتب فَقَالَ مَوْلَانَا جلال الدّين للتبريزي مَا هَذَا فَقَالَ لَهُ التبريزي هَذَا لَا تعرفه ثمَّ قَامَ وَخرج من عِنْده فخرح الشَّيْخ جلال الدّين على قدم التَّجْرِيد وَترك أَوْلَاده وحشمه ومدرسته وساح فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015