هَذَا الْكتاب قَالَ الْخَطِيب كَانَ يذكر أَن مولده فى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة بدامغان وَمَات فى بَغْدَاد سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة قَالَ ابْن عقيل الحنبلى وَمن مشائخي الطود الشامخ والجبل الراسخ قاضى الْقُضَاة أَبُو عبد الله الدامغانى حضرت مجَالِس درسه للزيادات وَالْخلاف ومجالس النّظر أَيَّام سنة خمسين إِلَى أَن توفى رضى الله عَنْهُم وَعَن جَمَاعَتهمْ قَالَ وَكَانَ القاضى أَبُو الطّيب طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ أحد الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة يَقُول أَبُو عبد الله الدامغانى أعرف بِمذهب الشَّافِعِيَّة من كثير من أَصْحَابنَا قَالَ الْخَطِيب ولى الْقَضَاء بعد موت ابْن مَاكُولَا وَذَلِكَ فى سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ نزها عفيفا انْتَهَت اليه الرياسة فى مَذْهَب الْعِرَاقِيّين وَكَانَ وافر الْعقل كَامِل الْفضل سديد الرَّأْي وجرب أُمُوره فى حكمه على السداد وَقَالَ غيهر كَانَ مثل القاضى أَبى يُوسُف حشمة وجاها وسوددا وعقلا وَبَقِي فى الْقَضَاء مُدَّة ثَلَاثِينَ سنة وإمامان لم يتَّفق لَهما الْحَج أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأَبُو عبد الله الدامغانى ذكره السَّمْعَانِيّ فى تَرْجَمَة الشيرازى قَالَ القاضى أَبُو بكر ابْن العربى أخبرنى جمَاعَة من الْأَشْيَاخ بِبَغْدَاد أَن قاضى الْقُضَاة أَبَا عبد الله الدامغانى كَانَ يمشي فى الموكب وَحَوله الْقُضَاة والعدول فيمر بالروشن فيقف عِنْده وَيَقُول يَرْحَمك الله يافلانة كنت حارس هَذَا الدَّرْب بقراريط مَعْلُومَة فَإِذا عدتم اللَّيْل جَلَست تَحت هَذَا الروشن أدرس اللَّيْل كُله وَكَانَت امْرَأَة فى روشنها تغزل اللَّيْل كُله فاذا وهمت وتوقفت فى الدَّرْس تَقول لى لَيْسَ هَكَذَا يَا مُحَمَّد وَلَيْسَ لتوقفك معنى وَقد درسته قبل هَذَا على كَذَا وَكَذَا فأتذكره بهَا يخجل بذلك المتكبرين ويسلي المتواضعين ذكره فى سراج المريدين

291 - مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد النوقدي الفرضي الإِمَام الْعَلامَة حميد الدّين صحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015