أحتشمه مَا قبلت برك وَكَانَ أَيْضا مقدما فى علم الْعَرَبيَّة والنحو الْحساب والفطنة ولى الْقَضَاء للرشيد بالرقة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ عزل عَنْهَا ثمَّ سَار مَعَه إِلَى الرّيّ وولاه الْقَضَاء بهَا فَتوفي بهَا سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة فى الْيَوْم الذى مَاتَ فِيهِ الْكسَائي فَقَالَ الرشيد دفنت الْفِقْه والعربية ورثاهما اليزيدي بِشعر حسن وَهُوَ شعر ... تصرمت الدُّنْيَا فَلَيْسَ خُلُود ... وَمَا قد نرى من بهجة سيبيد
لكل امرء منا من الْمَوْت منهل ... فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا عَلَيْهِ وُرُود
ألم تَرَ شَيْئا شَامِلًا ينْدر البلي ... وَإِن الشَّبَاب الغض لَيْسَ يعود
سيأتيك مَا أفنى الْقُرُون الَّتِى مَضَت ... فَكُن مستعدا فالفناء عتيد
أسفت على قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد ... وأذريت دمعي والفؤاد عميد
فَقلت إِذا مَا اشكل الْخطب من لنا ... بإيضاحه يَوْمًا وَأَنت فقيد
وأوجعني موت الْكسَائي بعده ... وكادت بِي الأَرْض الفضاء تميد
وأذهلني عَن كل عَيْش وَلَذَّة ... وأرق عَيْني والعيون هجود
هما عالمانا أَو ديا وتخر مَا ... فَمَا لَهما فى الْعَالمين نديد ...
140 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي الْقَاسِم بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بالشجري ابْن الْقَاسِم بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الدَّاعِي الْفَقِيه كَانَت وِلَادَته فى سنة أَربع وَثَلَاث مائَة بِبِلَاد الديلم وَنَشَأ هُنَاكَ قَالَ ابْن النجار ورد بَغْدَاد فى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة رَاجعا من الْحَج فَلَزِمَ أَبَا الْحسن الْكَرْخِي وتفقه عَلَيْهِ وَبلغ فى الْفِقْه مبلغا عَظِيما ودرس الْكَلَام قبل ذَلِك وَبعده على أبي عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ البصيري