والحنبلي وَقبل الْحَنَفِيّ فورد المرسوم بإلزامهما بذلك وَأخذ مَا بأيديهما من الْأَوْقَاف إِن لم يفعلا فأجابا ثمَّ أصبح الْمَالِكِي وعزل نَفسه عَن الْقَضَاء والأوقاف ثمَّ ورد الْأَمر بإلزامه وَاسْتمرّ الْجَمِيع لَكِن امْتنع الْمَالِكِي والحنبلي من الحاكمية قَالَ بعض الظرفاء من أهل دمشق لما رَأْي اجْتِمَاع ثَلَاث قُضَاة وكل وَاحِد مِنْهُم لقبه شمس الدّين شعر ... أهل دمشق استرابوا من كَثْرَة الْحُكَّام
أذهم جَمِيعًا شموس وحالهم فى الظلام
بِدِمَشْق آيَة قد ظَهرت للنَّاس عَاما
كلما ولى شمس قَاضِيا زَادَت ظلاما ... وَيَأْتِي ابْنه يُوسُف بن عبد الله كتب عَنهُ الدمياطي وَذكره فى مُعْجم شُيُوخه
758 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي أَبُو جَعْفَر ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله شهد عِنْد وَالِده فَقبل شَهَادَته وولاه أَخُوهُ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد الْقَضَاء بِبَاب الطاق وَمن أَعلَى بَغْدَاد إِلَى الْموصل وَغَيرهَا من الْبِلَاد فى الْيَوْم الذى تولى فِيهِ قَضَاء الْقُضَاة وَهُوَ الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من شهر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية ثمَّ أَنه ترك الْعَدَالَة وَالْقَضَاء وخلع الطيلسان وَتَوَلَّى حجابة بَاب النَّوَى وَالنَّظَر فى الْمَظَالِم وَإِقَامَة الْحُدُود فى شهر رَمَضَان سنة خمس مائَة وعزل فى يَوْم عيد الْفطر سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وَكَانَت مُدَّة نظره سنة وأياما ثمَّ وَليهَا ثَانِيًا فى رَجَب سنه اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة وعزل فى الْخَامِس من ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا سَلس الْأَخْلَاق عبقا بالرياسة متطلعا إِلَى قَضَاء حوائج النَّاس من الطّراز الأول سمع الحَدِيث من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن مسلمة والخطيب وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ