فلما قربوا المهموس من المجهور بأن قلبوه إليه، لم يدغم المجهور في المهموس، لأنه تقريب منه، وهو عكس ما فعل في (مزدان)، لأنهم في (مزدان) إنما قربوا المهموس من المجهور، وأنت إذا أدغمت الذال في التاء، قربت المجهور من المهموس.
قال سيبويه (?): حدثنا من لا نتّهم أنه سمع من يقول: أخذت، فيبين.
وحجة من أدغم أن هذه الحروف لما تقاربت فاجتمعت في أنها من طرف اللسان وأصول الثنايا، قرب كل حيز من الحيز الآخر ... » (?)
وقال المهدوي في قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء:
«فأما القلب عند الباء ميما، نحو: مِنْ بَعْدِ [البقرة 27]، فإن الباء من مخرج الميم فهي تناسبها، فلما امتنع الإدغام قلبت حرفا مجانسا لها في المخرج، ويجانس النون في الغنة وهو الميم.» (?)
- فمن ذلك قراءة شعبة: لا يَهِدِّي [يونس 35] بكسر الياء (?)، أراد:
يهتدي، غير أنه أسكن التاء وأدغمها في الدال فأصبحت: يهدّي، فالتقى ساكنان فكسر الهاء لالتقائهما فأصبحت: يهدّي، وأتبع الياء كسرة الهاء طلبا للتجانس،