والفرق بين المسألتين من وجهين: أحدهما: أنه إذا قال: خمسة وخمسون درهمًا, فقد فسر الأكثر من العددين, وأيهم الأقل, فجاز أن يكون الأكثر مستتبعًا للأقل, فأما إذا قال: ألف ودرهم, فقد أجمل أكثر العددين وفسر أقلهما, فلا يجوز أن نستتبع القليل الكثير, ومن اعتمد في الفرق هذه الطريقة لم يتناقض في التفريع.

والفرق الثاني: أنه إذا قال: خمسة وخمسون درهمًا, فقد ذكر الدرهم على وجه التفسير, ومن ذكر لفظين, أو ألفاظًا مبهمة وعقبهما بالتفسير, فالظاهر رجوع التفسير إلى جميعها.

والدليل على أنه ذكر الدراهم للتفسير, ولم يذكر الدراهم مع الألف على وجه التفسير دليلان اثنان: أحدهما: أنه قال: خمسة وخمسون درهمًا فنصب الدرهم, وهذا النصب في الإعراب نصب التفسير, وإذا قال: ألف ودرهم فقد رفع الدرهم/ (169 - ب) , ولا يكون الرفع للتفسير؛ والدليل الثاني: أنه إذا قال: خمسة وخمسون درهمًا لم يلتزم بذكر الدرهم زيادة عدد, وإنما التزم العدد المذكور, فكان ذكر الدرهم تفسير ذلك العدد, وإذا قال: ألف ودرهم, فقد التزم بذكر الدرهم درهمًا زائدًا على الألف لم يلتزمه بلفظ الألف؛ فلذلك فصلنا بين المسألتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015