قال ديسقورديس، بفلسطين نبات يسمى حشيشة الزجاج لأنها تجلوا الأوساخ التي فيه إذا خضخضت بالماء في جوفه - قال حمزة - ان بقرية فهرود من قرى قاشان باصبهان نباتا ينبسط على الأرض ثم يستحجر زجاجا ابيض صافيا براقا حمل أليه منه قطاع وذكر انها كانت متشكلة على هيآت ضروب من النبات ويستعمله أهل تلك النواحي في ألوان من الدوية ولم يشر إلى شيء منها وعلى غرابة ذلك لا يستبدعه من أحاط بأمر البسذ علما -

في ذكر المينا

المينا نوع من الزجاج ولكنه أرخى واثقل بحسب رجحان الأسرب في الثقل وله خلط يسميه مزاولوه أصلا فمنهم من يركبه من المروة وهى الأحجار البيض الشديدة البياض التي تنقدح منها نار وتلقط من الشعوب والأودية إذا أعوزت أقيم بدلها أحجار الزنود بعد السحق البليغ ومن الاسرنج وربما سمى سنخا وليس الاكلس الاسرب بالإحراق محمر بالتشوية مع الكبريت وكل وأحد منه ومن المروة يخلص بالماء فينتهي كأنه لا جزء له ومنه ما يخلط بالمروة مثلها سحيق البلور ويحمل عليها مثل ثلثيها بدل الاسرنج كلس الرصاص القلعى ويلقى عليها مثل الربع وهذا يوجب له الخفة كما ألزمه الاسرنج الثقل بحسب ما بين الاسرب والرصاص من الثقل والخفة وسيجئ لمقدارهما في المقالة الثانية وتحصل فيه الزجاجة من الحصى كما يحصل من الرمل في الزجاج والنطرون وما جانسه من انواع البورق والتنكار معين اياه على سرعة الذوبان - ومن البوارق يحصل على البواطق زجاج اخضر ويسمون هذا أصلا لأنه يقبل الألوان وهذا بذاته ينسبك في نافخ نفسه أو في أتون الزجاجين - ووزنه بالقياس إلى القطب الأكهب تسعة وتسعين وثلث - ومنهم من يبدل الاسرنج بالمر داسنج لأنه من الاسرب المحرق أيضا الا انه أخبث - ومن قواعدهم في الألوان ان الصفرة من الاسرنج أو المر داسنج وربما ذكروا فيها زعفران الحديد وهو صدأه - وان الخضرة من النحاس إما محر قار وسختج وإما قشورا توبالا وإما زنجارا - وان الحمرة للشبه المحرق والسواد لتوبال الحديد والخمرية للمغنيسيا والبياض للاسفيذاج الذي هو رصاص محرق والياقوتية للذهب المحرق والبنفسجية للازورد والعقيق على ان الشفاف ليس فيه اللامع الصفرة والخضرة ثم يعدم مع الحمرة والبياض والسواد - ولهم في تركيب الاصل ومقادير الملونات طرق واقأويل كثيرة وليس يصح منها شيء الا بمشاهدة أعمال المبرزين منهم مع تولى ذلك ومزأولته بالتجارب في التركيب والزجاج والمينا وعمل القصاع متقارب وتتشارك في عقاقير التلوين وطرقه -

ذكر القصاع الصينية

قد يعمل ها هنا من المروة المخلصة المذكورة في المينا بخلط من الأطيان إلا إنها نبطية هجينة غير صريحة وسمعت في الصينية الخالصة انهم إذا أنعموا تهبئة المروة والتي لهم منه افضل مما لغيرهم وقد وصفوها بشفاف كشفاف البلور طرحوها في أوعية معمولة من جلود الجواميس وأخذ الفعلة دوسها بالأرجل وهى رطبة كل وأحد مدة معلومة ثم ينقلها عند تمام المدة إلى آلة صاحبه الذي يليه فيأخذ هو في مثله وتدور النوبه بالعمل والراحة فيما بينهم والغرض فيها اأن لا تتعطل لحظة من الدوس فأنها تجمد وتفسد - وهكذا إلى ان تدرك كما يراد لزجا متمددا كالعجين وتعجن بكلس الرصاص القلعى المحرق - وربما يعمل منه القصاع فإذا يبست أشرب ظواهرها وبواطنها بذلك الكلس ثم ادخلت الأتون - وذكر وينال الصابئ، ان ذهه القصاع ريتفع الفائق منها من بلد ينكجوه من بلدانهم وزاد بعض المخبرين عنها انه ذاا بلغ غايته ادخلوه في حياض ويديمون تحريكه بالأقدام من عشربن سنة إلى مائة وخمسين يتوارثونه وربما مكث أربعمائة سنة - وانها تكون كالزجاج إذا انكسرت ذوبوها وأعادوا صنعتها - قال الأخوان؟ خير الغضائر الصينية المشمشية اللون الرقيقة الجرم تاصافية ذات الطين الحاد الممتد بالنقر ثم الرندى ثم الملمع - وربما بلغت قيمة الوأحد منها عشرة دنانير وكان لى بالرى صديق من الباعة اصبهانى أضافنى في دجاره فرأيت جميع ما فيها من القصاع والاسكرجات والنوفلات والاطباق والاكواز والمشارب حتى الاباريق والطوس والمحارض والمنارات والمسارج وسائر الادوات كلها من خزف صينى فتعجبت من همته في ذلك في التجمل -

في ذكر الأذْرَك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015