قال محمد بن زكريا انه يشبه المرايا الصينية وهو معدوم - ولا محاله انه أضاف العدم إلى ديارنا ولو كان مطلقا لما شبهه شيء ولكان اسما فقط كالعنقاء وغبرايل وأوي - وفي كتاب النخب، انه يشبهه الرصاص في لونه وذوبه - وذكر بعض معارفي انه بنواحي كران وهي بين كابل وبدخشان مما بين الصخور أحجار إذا أذيبت ذابت ذوب الرصاص ويكون ذلك الذوب علي لونه إلا انه يتكسر كالزجاج ولايقبل طرقا ولالتا - قال أبو سعيد القزويني فيما كاتبني به، ان السابق إلي الظن في الخارصيتي انه الجوهر الذي يفرغ منه الاجراص بكاشغر والقدور ببرشخان علي شط انسي كول البحيرة الحارة وأواني في غاية القبح - وذلك من قبل الصناع والصنعة لان ما يعمل منه بالصين يكون في غاية الظرافة والرقة - وقيل انهم يمزجون به الرصاص القلعي فيصير مادة للمرايا الصينية - وفي زرويان بزابلسان احجار يسمونها مرداسنجار وهي بأشكال مختلفة وكالشيء الأسود الملون بصفرة كالزرنيخ يذوب ويسبك منه في قوالب كالتعأويذ والعقائص للهندويات ويسمي خارصيني ويكون مشابها للمرايا للمرايا الصينية والسواد الحديدي فيه اكثر والله الموفق -
الشبه نحاس صفر باطعام التويا بالحلأوات وغيرها حتى أشبه بالذهب حتى سمي اشبها - قال السري -
تشبه في الفعال به أناس ... وأني يشبه الشبه النضارا
ولما كانت الصفرة فيه عارضة أخذت النار بقسطها منه عند كل ذوب ولذلك يرفد باطعام جديد من ذلك التوتيا والابلغ به التنقيص إلي الحال الأولي من النحاسية المحضة ومما يستغرب في الشبه انه لا يحترق بالكبريت كما يحترق به سائر الفلزات ما خلا الذهب فكأن مشابهته الذهب بالصفرة تحميه أيضا عن الاحتراق علي انه يجيء في أعمال التلأويح والمينا ذكر الشبه المحرق وان كان فسيقارب أحراقه النحاس - ويستغرب من التوتيا أخلاطه بالنحاس حتى يزيد في وزنه ولا تمنع حجريته الناشئة عن انطراقه وكما ان الصفرة عرض عارض فيه كذلك ما اختلط فيه من التوتيا زائد فيه غير متحد يه كله والتوتيا المستعمل في هذا الباب دخان طين وعرقه يزضع في اتون فيه كأوتاد خزفية ويوقد تحت أرضه فيرتفع التوتيا المدبر يزيد ايضا في وزن الفضة كما زاد في النحاس من غير ان يسودها أو يقدح في انطراقها ثم ينسلخ عنها كانسلاخه عنه فإذا مازج الشبه الذهب أفسده وفتته وعجز الكبريت عن تخليص الذهب منه لأنهما معا لا يحترقان به ولكنه يلازمه كعبد السوء لا يخلصه منه الا بالتسبيك برأس الكلب وأطعام الاسرب علي مثال تخليصهما الفضة من النحاس إذا الكبريت لايخلصهما فانه يحرقهما معا ووزن الشبه بالقياس إلي القطب الذهبي أربعة وأربعون وسبعة أثمان والله الموفق -
وهو اسم فارسي معناه النحاس الأبيض ويسمي صفرا وذلك بالشبه أولي لصفرته - قال أبو تمام -
كثرة الصفر يمنة وشمالاً ... أضعفت في نفاسة العقيان
وقال أبو سعيد بن دوست -
يقولون لي لما قنعت ببلغة ... من العيش لاتقنع من التبر بالصفر