وقال حمزة، ان سيبه كانت كرة من ذهب محلول تقلبها الملوك ولعابها كما تقلب الآن اكر اللخالخ وكان إذا قبض عليها انساب الذهب من بين أصابعه كأنه عصره فانعصر والمستشفار هو الشراب المعصور بالارجل للعوام - فاما سيلان الذهب المذكور بالعصر فما ابعده وإنما يسيل بعصر المطرقة من بيبن حديدتي السكة ولتصديق الكذب وصفه بالحل والذهب المحلول عند الكيميائين يكون في الزجاجة ماء اصفر رجراجا قد زالت ذهبيته ومغرته الباقية كالزرنيخية - ومن امثاله في كتاب سفر الملوك من كتب أليهود انه كان في جملة هدايا حيرام ملك صور إلى سليمان عليه السلام درع ودرقات وذهب سائل يطلى وتوجيه وجه لهذا اسهل لكن قول السخف في الصحراء سخف - وكان أبو نواس أو ابن المعتز اخذ من هذا في قوله -
وزنا لها ذهبا جامدا ... فكالت لنا ذهبا سائلا
والخيوط الذهبية التي سنذكرها أولى بأن نتهم بالسيلان ولكن حين يوقف على حقيقة سيلان الذهب بها - وحدث من شاهد عند بعض التجار قطعة ذهب كأنه سيلان الوم من الشمعة خلقة لاصنعة - قال أبو سعيد بن دوست -
وهل عار على الذهب المصفي ... إذا وازته سنجات العيار
ومتى وازى الذهب غيره في الوزن لم يساو حجمه وسنجات اليار في الأغلب تكون من حديد ونسبة حجم الحديد إلى حجم الذهب المتساويين في الوزن نسبة مائة وأحد وخمسين إلى ثلاثة وستين يقنعك فيه ان كفتى ميزانك إذا وسعتا شيئا وأحدا كانتا متساويتين في الوزن مضروبتين في جنس وأحد ثم وازنت فيهما ذهبا مع غيره حتى توازنا ثم ادليتهما معا في الماء وشلتهما بعد الغوص في الماء أن كفة الذهب ترجح لأن ما دخلها من الماء اكثر مما دخل الكفة الأخرى والله اعلم -
ماء السند المار على ويهند القندهار يعرف عند الهند بنهر الذهب وحتى ان بعضهم لايحمد ماءه لهذا السبب ويسمى في مبادى منابعه موه ثم إذا اخذ في التجمع يسمى كرش اى الأسود لصفائه وشده في خضرته لعمقه وإذا انتهى إلى محإذاة منصب صنم شميل في بقعة كشمير على سمت ناحية بلول سمى هناك ماء السند - وفي منابعه مواضع يحفرون فيها حفيرات وفي قرار الماء وهو يجرى فوقها ويملأونها من الزئبق حتى يتحول الحول عليها ثم يأتونها وقد صار زئبقها ذهبا وهذا لأن ذلك الماء في مبدئه يحمل الرمل من الذهب كأجنحة البعوض رقة وصغرا ويمر بها على وجه ذلك الزئبق فيتعلق بالذهب ويترك ذلك الرمل يذهب - ويحكون عن شرغور أن بها عينا هى لوأليهم الخان خاصة لا يقربها أحد وهو يكسحها كل سنة ويستخرج منها ذهبا كثيرا ولاشك انها من جنس ما ذكرناه من ماء السند قد احتيل لموضع منها محدود حتى يرسب فيه الذهب ولا يتجاوزه به الماء - وعلى مثله الحال في الذهب الموجود من ماء جيحون في حدود ختلان فإنها اقرب إلى منابعه المنحدرة من على وعندها تفتر قوة الماء الحامل للذهب باقترابه من المستواة فيعجز عن حمله ويخليه للرسوب فإذا استخرج مع الرمل والتراب ميز بالغسل وجعل بالعصر والنار بنادق مزبقة - وأخبرنى من شاهد في جبال الخُتَّلب قرية سماها وأنها خالية عن الميرة والنعمة اصلا وإنما معاشهم بتبرص الأمطار الربيعية فإنها إذا جادت وأسالت خرجوا عند هدودها واتلاعها بسكاكين وأوتاد حديد ينحتون بها عن المسايل ويكشفون طينها عن ذهب كسقائف بيض مضروبة مطولة وكخيوط بالات الصاغة ممدودة ويجمعونها لاثمان ما يحمل أليهم من الميرة واللحوم وسائر الحوائج ولولا ذلك لما قصدهم أحد ولولاه لما أمكنهم سكناهم فيها مدة والله اعلم بمصالح خلقه ووجدوا بزرويان خيط ذهب عدة ذارع على غاية الدقة كالمهد بآلة لخياطة وجوه الصنادل والمكاعب والخفاف للتزيين - وذكر الهند من اهل كشمير أن في ارض دردر أهلها يسمون بهتأوران وهم يصاقبون لهم من ناحية الترك ربما يوجد في المزارع كأثر ظلف البقر فيه قطعة ذهب خفيف متضع القيمة ينسبونه إلى ثور مهاديو رئيس الملائكة أتحف بها ثور صاحب المزرعة - ولا محالة ان تلك القطع قليلة وبالتراب مختلطة في تلك الأرض لا يوصل أليها بطلب لقلتها ثم انه يتفق في الندرة أن يطأها ذو ظلف مرتعى أو حارث فيتزلق عليها فيظهر ثم يجعل جزؤها وان كان اقليا