نُعيم بْن الْأَهْتَم الْمِنْقَرِيّ، فَقَالَ: أشهدُ قَدْ أُوتيت الْحِكْمَة وفَصْل الخَطَّاب، فَقَالَ: كذبت أَيهَا الرَّجُل ذَاك نَبِيَّ اللَّه دَاوُد عَلَيْه السَّلام، ثُمّ قَامَ إِلَيْهِ الْأَحْنَف بْن قَيْس، فَقَالَ: أَيهَا الرَّجُل إِنَّمَا الجوادُ بِشَدِّه، والسيفُ بِحَدِّه، والمرء بِجَدِّه، وَقَدْ بلَّغَك جَدُّك مَا ترى، وَإِنَّمَا الشُّكْر بعد الْعَطاء، والثناءُ بعد الْبلَاء، ولسنا نُثْنِي عَلَيْك حَتَّى نَبْتليَك، فَقَالَ: صدقت، ثُمّ قَامَ أَبُو بِلَال مرداس ابْن أُدَيَّة، فَقَالَ: أَيهَا الرَّجُل: قَدْ سَمِعت قَوْلك: وَالله لآخذن البريء بالسقيم والمطيع بالعاصي والمقبل بالمدبر، ولَعَمْرِي لقَدْ خَالَفت مَا حكم اللَّه فِي كِتَابه إِذْ يَقُولُ: " وَلا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخْرَى " فَقَالَ: إيهًا عني، فواللَّهِ مَا أجدُ السَّبيل إِلَى مَا تريدُ أَنْت وأصحابُك حَتَّى أخوض الْبَاطِل خوضاً. ثمَّ نزل.
فَقَامَ مرداس بْن أدية، وَهُوَ يَقُول:
يَا طَالِب الْخَيْر نهر الجَوْرِ معترضٌ ... طولُ التهجُّدِ أَوْ فتكٌ بجبار
لَا كنت إِن لم أَصمّ عَنْ كُلّ غانيةٍ ... حَتَّى يكون بريق الْحور إفطاري
فَقَالَ لَهُ رجلٌ: أَصْحَابك يَا أَبَا بِلَال شباب، فَقَالَ: شباب مكتهلون فِي شبابهم، ثُمّ قَالَ:
إِذا مَا اللَّيْل أظْلم كَابَدُوهُ ... فيُسْفِرُ عَنْهُمُ وهُمُ سُجُودُ
فسرى وانجفل النّاس مَعَه، فَكَانَ قَدْ ضيق الْكُوفَة عَلَى زِيَاد.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْف بْن مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ دِعْبَل لإِبْرَاهِيم بْن الْعَبَّاس: أُرِيد أَن أصحبك إِلَى خُرَاسَان، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: حَبَّذَا أَنْت صاحبًا