فَمَا باطنك؟ قَالَ أغَنيِّ وَالله أحسنَ غناء فِي الأَرْض، قَالَ: فغناني:
بِزَيْنَب ألمم قَبْلَ أَن يرحل الرَّكْب ... وقُلْ إنْ تَمَلّينَا فَمَا مَلّكِ القَلْبُ
قَالَ القَاضِي: الشّعْر لنصيب.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى الجنبسي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَالِسِ الْكُبَرَاءَ، وَسَائِلِ الْعُلَمَاءَ، وَخَاطِبِ الْحُكَمَاءَ ".
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قَالَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الرَّحْمَن الجرجرائي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَالِسُوا الْكُبَرَاءَ، وَخَالِطُوا الْحُكَمَاءَ، وَسَائِلُوا الْعُلَمَاءَ ".
قَالَ القَاضِي: وَفِي هَذَا الْخَبَر إرشاد من النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته إِلَى مُخَالطَة ذَوي الفَضْل فِي مخالطتهم ومجالستهم ومعاشرتهم، فحقيق عَلَى كلّ ذِي لب تقبل ذَلِكَ وَالرُّجُوع إِلَيْهِ، وَالْعَمَل عَلَيْهِ، فَفِيهِ امْتِثَال أَمر النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَخْذ بسنته والتأدب بأدبه، وَفِيه السَّلامَة من مَعَرَّة الْجُهال، ومضرة الضلال، واكتساب الْآدَاب والفوائد، وحيازة الْمصَالح والمراشد، وحُسن الثَّنَاء والمحامد، والأمن فِي العواقب، والتنزه عَنِ المعايب، ونسأل اللَّه تَوْفِيقًا لمّا نغتبط بِهِ فِي ديننَا ودنيانا وَآخِرَتِنَا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبِّيَّة، قَالَ: لمّا قتل الحَجَّاجُ ابنَ الْأَشْعَث وصَفَتْ لَهُ العراقُ قدَّم قيسا واتسع لَهُ فِي إِنْفَاق الْأَمْوَال، فَكتب إِلَيْهِ عَبْد الْملك: أما بَعْدَ، فقد بلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ أنَّكَ تنفقُ فِي الْيَوْم مَا لَا ينفقُ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الْأُسْبُوع، وتنفقُ فِي الْأُسْبُوع مَا لَا يُنْفِقهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الشَّهْر، عَلَيْكَ بتقوى اللَّه فِي الْأَمر كُله وَكن لوعيده تخشى وتضرع، ووفر خراج الْمُسلمين وفيأهم، وَكن لَهُمْ حصنًا يجير وَيمْنَع، فكب إِلَيْهِ الحَجَّاج:
لعمري لَقَدْ جَاءَ الرَّسُول بكتبكم ... قَرَاطِيس تملي ثُمَّ تطوى فتطبع
كتاب أَتَانِي فِيهِ لين وغلظة ... وذكّرت والذكرى لذِي اللب تَنْفَع