الطّواف حَتَّى لقيتُ مَعْتبًا مَوْلَى أَبِي عَبْد اللَّه، فسلّمت عَلَيْهِ وَسَأَلته، فَقَالَ: هُوَ ذَا أَبُو عَبْد اللَّه قَدْ وافى وَإِن أحْدَث مَا ذَكَرك البارحة، فمضيتُ حَتَّى أَتَيْته فَسلمت عَلَيْهِ وساءلته وَقبلت رَأسه، فَقَالَ: تركت مَعْنًا؟ فَأَخْبَرته بسلامته، فَقَالَ: أصبتَ مِنْهُ بَعْدَ مَا جَبَهك وَصَاح عَلَيْكَ عشْرين ألفا سوى مَا لقِيت من غَيره؟ قلت: نَعَمْ، جعلت فدَاك. قَالَ: فانَّ مَعَنا جمَاعَة من أَصْحَابك ومواليك وَقد كَانُوا يدعونَ لَك ويذكرونك فَمر لَهُم بِشَيْء، قلت: ذَاك إِلَيْكَ جعلني فدَاك، قَالَ: فأعطهم مَا
رَأَيْت، كم فِي نَفسك أَن تُعْطِيَهم؟ فَقلت: ألف دِينَار، قَالَ: إِذَا تُجْحِف نَفسك، وَلَكِن فَرِّق عَلَيْهِمْ خمس مائَة دِينَار، وَخمْس مائَة دِينَار لمن يعتريك بِالْمَدِينَةِ، فَفعلت ذَلِك، فَقدمت الْمَدِينَة واستخرجت عَيْني بِذِي الْمَرْوَة وبالمضيق بالسُّقْيا، وبنيتُ منازلي بِالبَقِيعِ، فتَرَوْني أُؤدِّي شُكْرَ أَبِي عَبْد اللَّه وَولده أبدا، وضممتُ إليَّ أَهلِي ورزقتُ مِنْهَا عَليًّا والحَسَن أبْنَيَّ وَالْبَنَات.، كم فِي نَفسك أَن تُعْطِيَهم؟ فَقلت: ألف دِينَار، قَالَ: إِذَا تُجْحِف نَفسك، وَلَكِن فَرِّق عَلَيْهِمْ خمس مائَة دِينَار، وَخمْس مائَة دِينَار لمن يعتريك بِالْمَدِينَةِ، فَفعلت ذَلِك، فَقدمت الْمَدِينَة واستخرجت عَيْني بِذِي الْمَرْوَة وبالمضيق بالسُّقْيا، وبنيتُ منازلي بِالبَقِيعِ، فتَرَوْني أُؤدِّي شُكْرَ أَبِي عَبْد اللَّه وَولده أبدا، وضممتُ إليَّ أَهلِي ورزقتُ مِنْهَا عَليًّا والحَسَن أبْنَيَّ وَالْبَنَات.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يُونُس بْن أبي اليسع، أَبُو إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا زبير بْن بكار، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حَمْزَة، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِيه، قَالَ: لمّا تَفَرَّق عَنْ مُصْعَب جُنده، قَالَ: لَهُ أوِدَّاؤُه: لَو اعتصمتَ بِبَعْض القلاع وكاتبتَ من قَدْ بَعدُ عَنْكَ من أوليائك كَمثل الْمُهلب وَابْنه الأشتر وَفُلَان وَفُلَان فَإِذا اجْتمع لَك من تَرْضاه لقيتَ الْقَوْم بأكفائهم، فقد ضَعُفت جدا واختلَّ أَصْحَابك. فَلبس سلاحه وَخرج فِيمَن بَقِي مَعَه من أَصْحَابه وَهُوَ يتَمَثَّل بِشعر قيل إِنَّه لِطَريف العَنْبري، وَكَانَ طريفُ الْعَنْبَري يُعَدُّ بِأَلف فَارس من فرسَان خُرَاسَان:
علام تقولُ السّيف يُثْقِلُ عَاتِقي ... إِذَا أَنَا لَمْ أركبْ بِهِ الْمركب الصَّعْبا
سأحْمِيكُمُ حَتَّى أموتَ وَمن يَمُتْ ... كَرِيمًا فَلا لَوْمٌ عَلَيْهِ وَلَا عَتْبا
قَالَ القَاضِي: فِي هَذَا الْخَبَر، أَنَّهُ قيل لمصعب: لَو اعتصمت بِبَعْض القلاع وَهِي جمع قلعة، وَهَذَا صَحِيح فِي الْقيَاس وَمثله فِي قِيَاس الْعَرَبيَّة رَقَبَة ورقاب وَعقبَة وعقاب فِي أحرف كَثِيرَة، وَقد جَاءَ فِي الْأَخْبَار عَنِ السّلف الَّذين كَلَامهم حُجة فِي اللُّغَة لسبقهم اللّحن، وَزعم ابْن الأَعْرَابِي أنّ القلعة لَا تجمع قلاعًا، وَالَّذِي قَالَه خطأ من جِهَة السماع وَالْقِيَاس مَعًا، وَقد حكى القلاع فِي جمع القلعة عددٌ من عُلَمَاء اللغويين مِنْهُم أَبُو زَيْد وَغَيره.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بْن مُحَمَّد الرُّومِي، قَالَ: كَانَ عَلَى بَيت مَال المعتصم رجلٌ من أَهْلَ خُرَاسَان يكنى أَبَا حَاتِم، فَخرجت لي جائزةٌ فمطلني بهَا، وَكَانَ ابْنه قَد اشْترى جَارِيَة مغنية تسمّى قَاسم بستين ألف دِرْهَم، قَالَ: فَعمِلت فِيهِ شعرًا