فقد تزحزحت حرفة الرعي نحو الشرق وأصبحت تتمركز في الوقت الحاضر في مراعي وسط وغرب آسيا، بينما أصبحت أوكرانيا وجنوب روسيا من أعظم مناطق إنتاج القمح في العالم.
أما أمريكا الجنوبية وإفريقية وأستراليا فإن نسبة ما حول من مناطق الحشائش المعتدلة فيها للإنتاج الزراعي لا تزال أقل منها في أوروبا وأمريكا الشمالية ولا تزال حرفة الرعي هي السائدة في كل منها.
وأهم الحيوانات التي تربى في المراعي المعتدلة هي الأبقار والأغنام، وترعى الأبقار عادة في مناطق البراري الغنية، أما الأغنام فترعى في المناطق الفقيرة نسبيًّا، وتشتهر مراعي أستراليا ونيوزيلندة بصفة خاصة بتربية الأغنام التي تربى غالبًا من أجل الصوف، الذي تعتبر أستراليا أكبر الدول المصدرة له في العالم، أما مراعي الأرجنتين وأمريكا الشمالية فتسود تربية الماشية على تربية الأغنام، وتعتبر الخيول كذلك من حيوانات المراعي المعتدلة، وتكثر تربيتها بصفة خاصة في مراعي آسيا.
الحيوانات غير المستأنسة:
بصرف النظر عن الحيوانات المستأنسة التي سبق ذكرها والتي تربى لأغراض اقتصادية، يلاحظ أن مناطق الحشائش تعتبر موطنًا لأنواع متعددة من الحيوانات التي يشترك أغلبها في صفات معينة تمكنها من تحمل الظروف الطبيعية السائدة فيها، ومن أهمها جفاف فصل الشتاء وشدة برودته وفقر الحياة النباتية في أثنائه، ولهذا فإن بعض الحيوانات يضطر للهجرة إلى مناطق أخرى، بينما يضطر البعض الآخر للاعتكاف والراحة التامة في مساكنه حتى يحل فصل الدفء.
وتميل معظم حيوانات هذه المناطق سواء في ذلك الطيور أو الحيوانات الثديية إلى أن تعيش في مجموعات وأن تهاجر في مجموعات كذلك، وكثيرًا ما تضطر للانتقال إلى أماكن بعيدة جدًّا هربًا من البرودة الشديدة أو بحثًا عن الماء في فصل الشتاء وتغير في أثناء انتقالها على المناطق الزراعية التي تصادفها.